يوافق الثالث من مايو من كل عام اليوم العالمي لحرية الصحافة، وكأنه إعلان لمزيد من القيود وقتل الكلمات في حنجرة متحدثيها، يتسابق العالم الظالم في ابتداع طرق وأساليب لتقييد الكلمة ومنع انطلاقها في ظل ثورة تكنولوجية يعلو صوتها وضجيجها ليصل القاصي والداني في ربوع العالم.
وللصحافة في بلادنا واقع مختلف تمامًا فلا تقمع الكلمة فقط ولا تصادر التوجهات والحريات في ممارستها فقط بل تتعدى لتغيب الأسماء وتكبل الأجساد وتحطم المعدات، ومن ثم مارس فأنت حر طليق.
الصحافة إعلاء كلمة وسمو رسالة، وفرصة ذهبية لتشكيل وعي المجتمعات والشعوب، ونقطة انطلاق نحو فكر جديد صحي وقويم، يساهم في بناء الأمم وتعزيز أركان تقدمها.
فالحمل ثقيل والأمانة كبيرة والمهمة أعظم، وشبابنا على قدر من الثقة والكفاءة والمهنية وقادرون على ابتكار زوايا مختلفة في تناول القضية وطرحها بمهنية وبحيادية صادقة وموضوعية منحازة للحق الفلسطيني ليعلو صوت وطنيته وانتمائه لأرضه، محترفاً في إيصال المعلومة وتسويق الفكرة الصادقة النبيلة صانعاً رؤى إعلامية جديدة، عنوانها الحقيقة، لكن ما يُدمي القلب أكثر أن تقلع العيون بأيدي أهلها وداعميها، وأن ينتهك الصحفي ذاته ويزلزل أركانه ودعائمه، من خلال تغييب قدسية الخبر، وحجب المعلومة الصادقة أو التسرع من أجل سبق يصعد بأهله الى أسفل، فلن يقبل ذلك عاقل أو مهني يحرص على علو منزلة مهنته أو سموها. ولا تقتل نفسك معنويًا بزيف انتماء أو اعلاء راية شخصية، فلا صوت يعلو فوق صوت الحق والكلمة الصادقة. فكن عنواناً للحق وداعماً للحرية لا مصادرا لها، ومرفوض تماماً أن يكون البديل محاربة الكلمة وتفتيت حروفها وحجبها في ظل عالم مفتوح، لكن على الإعلام والإعلاميين أن يجددوا سياساتهم ويعظموا مجهوداتهم بصناعة استراتيجية إعلامية تبني التعمق المعرفي الرأسي التخصصي، ومساندته بعمق أفقي ذي ثقافات متعددة، هكذا تبنى الأمم ويكون دور الإعلام في مربعه الصحيح ومكانه القويم، فكن صديقي الإعلامي حارساًللبوابة وابناً باراً للسلطة الرابعة ووريثاً لصاحبة الجلالة يا من حملت أمانة وقدسية الخبر يا فارس الكلمة وعنوان الصورة.
أقف اليوم مناديًا بحرية قلم فلسطيني الهوى والهوية وإطلاق العنان لصورة ملونة بألوان الوطن، لتجسد قصة نضال وجهد.
في يوم الحرية نطمح لمنبر جامع موحد فلسطيني اللون والهوى، ونسعى لكلمة جامعة موحدة تبني وتستنهض همم الرجال، تجسد الحريات وتطلق العنان للإبداعات تحت مظلة الوطن أولاً والحرية للكلمة الصادقة الأمينة، وكل عام وأنتم عنوان حرية.