دعا النائب في المجلس التشريعي الشيخ نايف الرجوب، حركة فتح وقيادة السلطة إلى التقاط الفرصة بالتجاوب فورًا مع المبادرة التي أطلقها رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، من أجل التصدي لـ"صفقة القرن" والأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وشدد في حديثه لصحيفة "فلسطين"، على أن رؤية هنية التي تستند إلى إتمام المصالحة في أسرع وقت وتشكيل حكومة سياسية، يمكن اعتمادها مدخلًا حقيقيًا للعمل الفوري الوحدوي من أجل التصدي لصفقة القرن وتبعاتها السلبية على مجمل القضية الفلسطينية.
وأوضح الرجوب أن الوقت لا يعمل في صالح الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن تنفيذ "صفقة القرن" لم يبدأ خلال هذه الفترة بعد أن كانت شرارة البدء من سنوات حينما انخرطت منظمة التحرير في مفاوضات عبثية ضيعت الحقوق الفلسطينية وثبتت وقائع الاحتلال على الأرض.
وكان هنية أكّد في كلمة له خلال لقاء مع الفصائل السبت الماضي، أن حركة حماس مستعدة للالتزام بكل الاتفاقيات الموقعة مع حركة فتح، والذهاب نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية سياسية بامتياز تستند لكل القوى الوطنية.
وأوضح هنية أن مهمة هذه الحكومة هي التحضير لمهمتين سريعتين هما: إجراء انتخابات شاملة تبدأ بانتخابات رئاسية وتشريعية، ثم انتخابات مجلس وطني، والمهمة الثانية هي العمل على توحيد مؤسسات السلطة في الضفة وغزة.
كما دعا إلى "تثبيت رؤية واستراتيجية وطنية لإسقاط صفقة القرن، والتعهد بميثاق شرف وطني تتوافق عليه القوى الفلسطينية لمواجهة الصفقة، والحفاظ على الحد الأدنى من البرنامج الفلسطيني المشترك".
وشدد النائب في المجلس التشريعي على أن حركة فتح وقيادة السلطة تمارسان حالة من التفرد بالقرار الفلسطيني بعيدًا عن التوافق الوطني، مجددًا تأكيده على أهمية إطلاق قطار المصالحة الفلسطينية في حال قررت حركة فتح الخطو نحو الشراكة السياسية الحقيقية.
وقال إن "جولات الحوار السابقة شهدت مناقشةحركتي فتح وحماس لكل تفاصيل الخلاف، وتم وضع آليات لحلها، ووقعت اتفاقيات عديدة في أماكن مختلفة كان آخرها في مخيم الشاطئ، غير أن شيئاً لم ينفذ".
تغيير الرؤية
وأضاف: "المصالحة تحتاج إلى نية وإرادة من حركة فتح في الشراكة ووقف حالة الاستفراد في القرار الفلسطيني، وعندها ستكون هناك مصالحة حقيقية، موضحا أنه بدون تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الطرفين فالمصالحة ستبقى على حالها.
وحذر الرجوب من أن الأوضاع الدولية مساندة بشكل كبير للرؤية الإسرائيلية الأمريكية بخصوص صفقة القرن، لافتا إلى أن الطرف الأمريكي يعلن موقفه بوضوح عبر دعم غير محدود لدولة الاحتلال.
ولفت إلى أن وضع السلطة أصبح صعبا نتيجة للخلل الكبير الذي اعترى ممارسة السلطة لوظائفها خلال السنوات السابقة بعد اتفاق أوسلو الذي جعل من إمكانية إقامة الدولة مرتبطا بتفاهمات وتوازنات دولية.
ورأى الرجوب أن المطلوب هو قيام كل الفعاليات والفصائل الفلسطينية بالتداعي والاجتماع فورًا من أجل وضع رؤية سياسية تحافظ على الحقوق الفلسطينية، وفي ذات الوقت أن يتوافق عليها الكل الفلسطيني من أجل الخروج من هذا الوضع الخطير.
وأشار إلى أنه يجب على السلطة ان تنهي رهانها على عملية التسوية التي يستغلها الاحتلال من أجل ترسيخ الواقع على الارض وقتل حلم الدولة الفلسطينية، منوهًا إلى أهمية الاستثمار في بناء مواجهة مع الاحتلال في الأراض الفلسطينية كافة، وإفهام الاحتلال أن اغتصاب الحقوق الفلسطينية له ثمن كبير يجب أن يدفعه ويخرج من هذه الأراضي.
وذكر أنه ومع هذه الصورة الصعبة، فما زالت السلطة تملك إمكانية النهوض ولكن بشرط تغيير رؤيتها وسلوكها السياسي وتفعيل الحوار الفلسطيني للوصول إلى مصالحة تقوم على حفظ الثوابت والحقوق وإطلاق شرارة المواجهة مع الاحتلال.
ودعا السلطة الفلسطينية إلى "وقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بالاحتلال الصهيوني والتبرؤ من أوسلو وعدم الرهان على الحلول السلمية"، وأضاف: "المدخل الطبيعي لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام رفع العقوبات المفروضة على أبناء شعبنا في قطاع غزة وتعزيز صموده في مواجهة الاحتلال".
وطالب الرجوب بالتوجه فورًا لحوار وطني شامل وحقيقي لا يستثني أحدًا بما يفضي إلى تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد والخروج باستراتيجية وطنية جديدة، داعيا لإعادة الاعتبار لمكانة منظمة التحرير الفلسطينية كإطار ائتلافي يجمع حركات التحرر الوطني الفلسطيني.