فلسطين أون لاين

​"الجذور هي التي تنتج الفاكهة"


قرأت هذه العبارة ذات مرة في أحد الكتب: "إن الجذور هي التي تنتج الفاكهة"، ويقصد الكاتب بها قدرة العقل الباطن على تغيير الواقع الخارجي بتوجيه أفكارنا للوصول إلى ما نريده، وببساطة أكثر إن أفكارنا ما هي إلا برمجة لواقعنا؛ وإننا نحصد حصيلة ما زرعنا.

ويوضح الكاتب تفسير المقولة بأنه إن لم تكن فاكهتك جيدة فستحاول زيادة سقايتها بالماء وتغذيتها بالسّماد العضوي، وإزالة الأعشاب الضارة من حولها، ولاشك أنك لن تعالج الفاكهة التالفة التي نضجت، وعلى هذا إن كانت حياتك لا تسير على ما يرام، أو أن إنجازاتك ليست بالمستوى المطلوب؛ فعليك أن تعالج نفسك من الداخل، وتعيد برمجة عقلك الباطن، لأن ما يوجد أسفل الأرض هو الذي ينتج ما فوق الأرض، وغير الظاهر الخفي هو الذي ينتج الظاهر المرئي.

ولهذا تجدهم دائمًا يقولون عليك أن تتجاهل فشلك وألا تنظر إلى الماضي، لأن تركيزك على الفاكهة التالفة -لاشك- لن يجدي نفعًا، فازرع في عقلك ما تريد حصاده، واهتم بمزروعاتك جيدًا وعالجها دائمًا من آفة القلق والتوتر وطنين الأقوال المحبطة.

قبل ذهابك إلى موعد صعب كأحد الاختبارات أو مقابلة وظيفية افعل أي شيء تحبه وارتدِ ما تفضله، افعل شيئًا يشعرك بالأمل أو ارتدِ ساعتك المفضلة أو قميصك الذي تعتقد أنه يجلب لك الحظ، وهذا لا يعني إيمانًا بالحظ ولكنه خدعة للعقل الباطن، فتكون بذلك زرعت داخلك الأمل وأوحيت إلى عقلك الباطن أن كل شيء سيكون على ما يرام.

العقل طائرة أنت قبطانها، ولذا عليك بإرسال الأوامر الصحيحة له حتى يتجه إلى الوجهة التي ترغب في الوصول إليها، وعليك بالإيمان أولًا وأخيرًا؛ فكثيرًا ما سمعنا قصصًا عن أشخاص حققوا إنجازاتهم فقط لأنهم آمنوا بأنفسهم وقدراتهم، أو أشخاص تخلصوا من أمراض مستعصية بقوة إيمانهم بالشفاء، وفي المقابل سمعنا عن أشخاص سيطر عليهم المرض أو فشلوا في تحقيق ما يريدون؛ فقط بسبب اعتقاداتهم السلبية وخوفهم الزائد من صعوبة الشيء الذي يريدونه وعدم القدرة على فعله.

آمن دائمًا بذاتك وقدراتك، آمن بأن لك مواهبك الخاصة التي لا يشاركك فيها أحد، آمن بأنك نفسك ولست غيرك، وغيرك ليس أنت، فكل منا له تربته وجذوره، وفاكهتك مختلفة عن فاكهة غيرك، وكن سيد عقلك دائمًا، وبذلك ستصبح أحلامك حقائق واقعية، إن أنت آمنت بها.