فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​درجات الأبناء بين التحفيز والتعنيف

...
غزة- شيماء العمصي:

منذ بدء الدوام المدرسي مرورًا بالامتحانات الشهرية والنصفية إلى حين انتهاء الامتحانات المدرسية النهائية، الأم تبذل قصارى جهدها مع أبنائها لتحفيزهم ودعمهم للحصول على أعلى الدرجات، والوصول إلى تحصيل دراسي متميز، منهن من تجد نتيجة جهدها ويحصل أبناؤها على أعلى الدرجات، ومنهن من تجد عكس ذلك تمامًا، فبعض منهن يلجأن إلى دعم أبنائهن وتحفيزهم، وبعض آخر يعاقبنهم ويعنفنهم، فكيف تتعامل كل أم مع درجات أبنائها؟

وتقول السيدة أم هاني اللوح، الأم لأربعة أطفال في المدارس لصحيفة "فلسطين": "منذ أن يبدأ الدوام الدراسي في مدارس وكالة الغوث أو في المدارس الخاصة، أتابع المواد الدراسية مع أبنائي باستمرار، وأحفزهم لتحصيل درجات مرتفعة، وأقدم لهم كل الوعود والتحفيزات لدعمهم للحصول على أعلى الدرجات، فإن حصلوا عليها كافأتهم ماديًّا ومعنويًّا".

وتكمل الثلاثينية بالعمر: "إن حصل أحد أطفالي على درجات منخفضة أعاقبه وأحرمه اللهو واللعب خارج البيت في ذلك الوقت، وأركز اهتمامه على دروسه وامتحاناته دوريًّا حتى لا يتراجع مرة أخرى عن معدله".

من جهتها عبرت آية نصار (أم لطفل في الصف الرابع الابتدائي) عن استيائها الشديد من النظام الجديد، الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم، بحرمان الطلاب من الصف الأول حتى الرابع الامتحانات المدرسية، والاعتماد على تقويم المعلم للطالب، وهي معارضة لهذا القرار، لأن هناك الكثير من الأولاد الهادئين بطبعهم، وهذا يعد ظلمًا كبيرًا لهم.

وفي السياق ذاته تقول المرشدة النفسية سماح أبو زينة: "إن لعملية التحفيز دورًا مهمًّا في زيادة الدافعية لدى الطلاب، وحث مواهبهم وذكائهم، وتنمية الاتجاهات الفكرية والدراسية لديهم.

وتضيف: "إن الطالب المدرسي يحتاج إلى التحفيز ومعرفة نتيجة الأداء الذي يقوم به، وسماع رأي المعلمين والأهل بما أنجزه، أيضًا الطلاب -وبالأخص الطلاب الأصغر سنًّا- بحاجة مستمرة إلى التحفيز، لأن ذلك يشعرهم بالفخر والاعتزاز بالنفس، ويشجعهم على الاستمرار وتحقيق المزيد من التميز".

ولفتت إلى أنه يجب على الأم ألا تلوم أبناءها وتعنفهم عند حصولهم على درجات متدنية، بل يجب أن تفهم الأسباب التي أدت بهم للوصول إلى هذه الدرجات، وأن تجلس معهم وتتفهم احتياجاتهم، وتتحدث إليهم عن المشاكل التي يعانونها، ومعالجة هذه المشكلة بالتفاهم.

وأكدت أبو زينة أهمية تقديم المعلمة الدعم المعنوي للطالب المتفوق، والطالب المتدنية درجاته حتى لا تحبطه وتشعره بأنه فاشل، ولكن التحفيز يكون بتفاوت بينهما، ويجب عليها أن تبحث عن النقاط الإيجابية لدى الطالب الضعيف، وتساعده من طريقها على إحراز إنجازات جيدة، فيجب عليها أن تعطيه فرصة لتحسين درجاته، لأنها ليست مقياسًا يعبر عن ضعفه وفشله.