قرأت مقالا لكاتب أردني يطالب فيه الرئاسة الفلسطينية باجتثاث حركة حماس في غزة، وكذلك يحرض سكان القطاع ضد المقاومة، مخاطبا إياهم بـ "شعبنا في غزة" ما جعلني أراجع اسم الكاتب فقد يكون فلسطينيا دون أن أنتبه، فوجدته أردنيا ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالشعب الفلسطيني، ولكنه يتقاضى أموالا من جهات فلسطينية، ولهذا ظن نفسه فلسطينيا بالتبني أو "خاوة" على رأي أشقائنا الأردنيين.
الصحافة الأردنية منتبهة للدور الذي يقوم به ذلك الكاتب، ومما قيل حول دوره الغريب : " وعلى الجهة المقابلة فإنه " أي الكاتب" ينقل خدماته الإقليمية لسياسيي السلطة الفلسطينية. والأغرب أنه لا يتعامل هناك مع شخصيات سياسية من فتح وغيرها من التنظيمات الفلسطينية، بل شخصيات أمنيّة بامتياز، و يثار حولها لغط سياسي داخل الأوساط السياسية الفلسطينية والإقليمية حول لعبها أدوارا مزدوجة وثلاثية في العمل الأمني.
الصحف العربية ومنها الاردنية تكتب في الشأن الفلسطيني، وهذا امر طبيعي لأن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب، ومن جهة اخرى فإن أي قضية عربية تهم العرب كأمة، ومن هذا المنطلق يحق لكل كاتب عربي حر أن يكتب عن فلسطين، ومن حقه ان ينتقد حماس والسلطة واي قضية يرى انها تستحق الانتقاد بشكل بناء وأخلاقي، ولكننا نرفض ان يتدخل المرتزقة والمأجورون في شؤوننا الداخلية، نرفض ان ينصب من تحوم حولهم شبهات الفساد المالي والأخلاقي من أنفسهم وعاظا علينا، ونحن نرفض بشكل قاطع ان يخاطب السفهاء شعبنا وكأنهم جزء من هذا الشعب، مثل ذلك السفيه الذي خاطب أهل غزة : شعبنا في غزة وهو لا يحظى باحترام في بلده.
نتمنى من أشقائنا العرب وخاصة في الاردن والخليج العربي ان يمنعوا بعض المأجورين من التدخل السافر في الشأن الفلسطيني، وخاصة اولئك الذين ينتصرون للعدو الاسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته ويحاربون المقاومة ويحابون قادة الكيان الغاصب، واولئك الذين يتاجرون بالانقسام الفلسطيني ويتكسبون في تحريض فئة على أخرى، نتمنى ان يتم إسكاتهم لأنه لا يليق بالنشامى ان يخرج من بين ظهرانيهم تلك الحثالات.