من حسن حظي أنني أحفظ بعض أسماء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولكن معظم شعبنا الفلسطيني لا يحفظ منهم إلا اسماً واحداً، هو شخص محمود عباس، ودون ذلك فهم أرقام لا يهتم بهم الناس، ولا يسأل عن دورهم ووجودهم، وذلك يرجع لغياب اللجنة التنفيذية وأعضائها عن الحضور الفاعل، وعن التأثير في السياسة الفلسطينية.
ولتأكيد صحة كلامي، وحتى لا أتهم بالافتراء على القيادة، سأرجع إلى 30/4/2018، أي قبل عام من هذا التاريخ، حين عقد المجلس الوطني الانفصالي جلسته في رام الله، واختار قيادة جديدة، تحت مسمى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فماذا حققت هذه القيادة؟ وماذا قدمت من إنجازات تفتخر به، وتقدم نفسها إلى الشارع الفلسطيني؟
لقد وعدتنا القيادة الجديدة قبل عام أن تنهي الانقسام، وأن توحد غزة مع الضفة الغربية، وأن ترفع من شأن القضية الفلسطينية بين الأمم، فماذا تحقق بعد عام؟
لقد وعدتنا القيادة الجديدة أن تنهي العقوبات المفروضة على قطاع غزة، وأن تعيد الرواتب إلى الموظفين كاملة، بل استنكر رئيس اللجنة التنفيذية محمود عباس قطع الرواتب، وعدها خللاً فنياً، وأصدر أوامره أمام وسائل الإعلام بصرف الرواتب غداً، ومضى عام كامل، فهل تم إلغاء العقوبات المفروضة على غزة؟ أم تم تشديدها ومضاعفتها وزيادة نسبة الخصم؟
لقد وعدتنا القيادة الجديدة بالتصدي للمشروع الاستيطاني، ومواجهة الاعتداءات المتكررة للجيش الإسرائيلي على المدن الفلسطينية، فهل شاهدتم موقفاً للقيادة الفلسطينية ضد هدم البيوت في الضفة، وضد القتل، وضد الاعتقالات المتواصلة؟ وضد الاستيطان؟
لقد وعدتنا القيادة الجديدة قبل عام أنها ستعلق الاعتراف بـ(إسرائيل) إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 67 وإلغاء قرار ضم شرق القدس ووقف الاستيطان، فهل تحقق ذلك؟ أم واصلت القيادة النهج نفسه القائم منذ 25 عاماً؟
لقد وعدتنا القيادة بوجوب تنفيذ قرار المجلس المركزي في دورتيه الأخيرتين بوقف التعاون الأمني بجميع أشكاله، والتحرر من بروتوكول باريس، ومقاطعة منتجات الاحتلال، فماذا تحقق من هذا بعد عام يا قيادة تاريخية، أم تاه التاريخ، وذابت الجغرافيا؟
لقد وعدتنا القيادة قبل عام بالتمسك بحقنا في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل وفقا للقانون الدولي، لقد مضى عام، فأين هي المقاومة؟ ومتى ستقاومون؟ وماذا تنتظرون؟
لقد وعدتنا القيادة برفض التشريعات العنصرية لسلطة الاحتلال الإسرائيلي والهادفة إلى استمرار التطهير العرقي في القدس؛ فهل أوقف رفضكم اللفظي تشريعات الاحتلال العنصرية؟
القيادة مسؤولية وأمانة، والقيادة وقفة محاسبة أمام الشعب بعد مئة يوم، أو بعد عام، لنسأل: أين وصل مشروعكم؟ وهل تعثر أم ما زال يصعد سلالم المجد؟ وما الأفق الزمني لهذا المشروع، القائم على الشجب والاستنكار والاعتراض فقط؟ وهل من حقنا كشعب أن نسأل القيادة عن مصير دمائنا وعذابنا وسنوات سجننا وصبرنا؟ وهل من حقنا أن نحاسب القيادة على ما فرطت فيه من زمن ثمين، أم أن الشعب الفلسطيني فائض أحمال، لا حق له بالسؤال؟