بعزيمة أقوى من تلك التي تملكت نفسه قبل "الاعتقال الصادم"، روى الطالب في جامعة النجاح والمعتقل السياسي موسى دويكات، التفاصيل الدقيقة للحظات الأولى لاعتقاله من عناصر جهاز المخابرات التابع للسلطة، وقضائه 19 يوماً في زنازين سجن أريحا.
دويكات الذي اعتقل من أمام حرم جامعة النجاح في السابع من نيسان/ أبريل الجاري، طلب منه أحد الشباب النزول من باص الطلبة، ملبيًا طلبه ومتوقعا أنه يرغب بمساعدة، لتكون الصورة عكس ذلك تمامًا.
هنا بدأت حكاية الاعتقال السياسي الثالث للطالب الذي تأخر عامين دراسيين عن التخرج من قسم التمريض، بفعل اعتقاله المتكرر لدى سلطات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، نتيجة لنشاطه النقابي والطلابي في الكتلة الإسلامية.
"بدي أطخك براسك"
بعدما لبى الطالب دويكات، نداء الشاب، تفاجأ بشاب من ورائه يضع مسدسًا على رأسه، مع عبارة رنت في أذنيه "بدي أطخك براسك إذا بتمشيش"، لتتطور الأحداث بانضمام شابين آخرين إلى الشاب الأول، حيث بادرا بسحب هاتف موسى المحمول من يده، ويضربانه 3 ضربات على رأسه.
بعد تلك الضربات، يروي دويكات لـ"فلسطين" أن آخر ما سمعه "افتح باب الباص افتح باب الباص"، ليفقد بعدها الوعي، إلى حين وصوله إلى سجن جنيد بمدينة نابلس، ليعلم بأنه معتقل لدى جهاز المخابرات الفلسطيني.
وقال: "فترة الاعتقال هي السيئة، ولم أعلم ماذا جرى في الوقت الذي فقدت الوعي فيه، لأتفاجأ بأن عناصر المخابرات أبلغوا طبيب عيادة السجن بأن فقداني الوعي هو بسبب تعرضي لضربة شمس"، لافتًا إلى رفض الطبيب تقديم العلاج له رغم إلحاحه.
ويشير دويكات إلى أنه لم يتوقع ما جرى معها نهائيَّا، قائلاً: "توثيق لحظة الاعتقال التي لم أعلم بها هي الفارقة في الحدث"، مبينًا أنه نقل بعد ذلك من "الجنيد" إلى سجن أريحا لمدة 19 يومًا متتالية.
وأوضح أنه وفي ثاني أيام تواجده بسجن أريحا، وبعد قرار مسؤول المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بتشكيل لجنة تحقيق، عرض عليه المحققون الفيديو الذي انتشر سريعًا على منصات التواصل الاجتماعي، "ووجهوا لي تهمًا باعتدائي على أفراد المخابرات".
تلفيق اتهامات
وأردف: "بعدما حاولت الدفاع عن نفسي، اتهمني المحققون بمحاولة أخذ مسدس أحد عناصر المخابرات".
وذكر أن هيئة المحكمة التي عرض عليها وجهت له تهمة إثارة النعرات الطائفية، مستدركًا بالقول: "في أثناء التحقيق حققوا معي على عملي السابق في الكتلة الإسلامية، ولماذا لا يوجد لدي نشاط في الوقت الحالي؟!".
وأضاف: "سألني المحققون، ليش أنت هادئ هذه الأيام ولا تعمل في الكتلة الإسلامية؟"، مشيرًا إلى أن العمل في الأطر الطلابية حق مشروع كفله القانون ونظام الجامعة التي ادرس بها.
وأشار موسى إلى أن غياب نشاطه لا يتصل بمبدأ العمل مع الكتلة الإسلامية "وهذا حقي ولن نخاف من أحد.
كما تحدث عن عزمه مقاضاة المعتدين عليه، ممثلين بجهاز المخابرات، "والناس اللي ضربوني"، محلياً ودولياً.
وعن كيفية قضائه الـ19 يوماً في زنازين سجن أريحا قال: "عشت وحدي في زنزانة مساحتها مترين إلى مترين ونصف، ووضعها سيئ جدًا، ولا يتوفر بها سوى الفرشة على الأرض، دون حمام أو مغسلة ماء".
وتابع: "كل ما أريد عمل شيء لازم أدق على باب الزنزانة، للوضوء، وشرب المياه، والذهاب إلى الحمام أيضاً"، مشيرًا إلى أن لديه مقابلة لدى جهاز المخابرات اليوم، في مقره بمدينة نابلس.