لم يعد هناك جدل حول قدرة حماس على مواجهة الضغوط على قطاع غزة، حيث ثبت بعد ثلاث حروب فرضها المحتل الإسرائيلي فرضًا على حماس وعلى قطاع غزة أنها قادرة على الدفاع عن غزة وعن نفسها يدًا بيد مع باقي فصائل المقاومة ومع حاضنة شعبية كان لها الدور الرئيس في مواجهة المحتل وإفشاله في تحقيق أهدافه وتركيع غزة، وقد تأكدت تلك الحقائق ميدانيًا أثناء الحروب والمواجهات ثم جاءت التأكيدات من العدو الإسرائيلي نفسه الذي اعترف أنه لم يهزم حماس ولم يكن جاهزًا لخوض الحرب معها، وما زالت بعض الأصوات داخل الكيان تحذر الجيش الإسرائيلي من التورط في حرب جديدة.
وكما صمدت حماس وشعبنا في قطاع غزة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية العسكرية فقد صمدوا أيضًا في وجه الحصار حتى بدأت بوادر التفكك تظهر شيئًا فشيئًا والتي كان آخرها البشائر التي أعلنها السيد إسماعيل هنية أول أمس نتيجة جهوده الحثيثة رغم كل الصعوبات، حيث نحن أمام مرحلة جديدة مع الشقيقة مصر مما يبشر بتخفيف الحصار وإنعاش الأوضاع الاقتصادية، وكذلك استمرار الدعم القطري الذي لم ينقطع منذ فرض الحصار على غزة ولكنه الآن يتضاعف ويتركز على دعم أهم المفاصل الحيوية في غزة منها قطاعا الكهرباء وإعادة الإعمار، فضلا عن الدعم المقدم من جهات أخرى وخاصة من تركيا، وكل ذلك يصب في اتجاه واحد ألا وهو كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
ولأن حركة حماس الآن في موقع قوة فإنني أدعوها للتحرك الإيجابي تجاه المصالحة، وإن كنت لا ألومها على رفضها لقرار الحكومة المتعلق بالانتخابات وليس لدي قناعة راسخة بأنها ستتم كما يريد المواطنون إلا أنني أدعوها للموافقة على المشاركة فيها من أجل إعطاء فرصة أخرى للسلطة الفلسطينية ولحكومة "التوافق"، فإما أن تتم الانتخابات وتكون مقدمة لتغيير حقيقي وإما أن تفشل مرة أخرى وتكون حركة حماس بريئة تماما _أمام الشعب_ من تهمة رفضها للمصالحة, وحينها لن تخسر أي شيء ولكن مصالح الناس تستحق المحاولة، وكذلك فإنني أدعو فصائل منظمة التحرير إلى قراءة الواقع واستقراء المستقبل والعمل الجاد على تحقيق الوحدة الوطنية، لأن استمرار الانقسام لن يكون في صالحهم، فحماس تحقق الإنجاز بعد الإنجاز ولكن فصائل المنظمة ما الذي حققته خلال سنوات الانقسام؟