فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​"أبو عليان" يخترع جهازًا لاستخلاص الزيوت من الأعشاب

...
غزة- هدى الدلو:

الكثير من الناس أصبح لديهم توجه نحو التداوي بالأعشاب والزيوت الطبية، ولكونه يجمع بين تخصصين: مخبري وصيدلي؛ كان يعد خلطات من تلك الزيوت من أجل إعطائها وصفات طبية للمرضى، ولكن تلك الخلطات لم تكن تعطي النتائج ذاتها التي تعلمها في الكتب العلمية، فبدأ يراوده الشك فيما تعلمه، ففحص تلك الزيوت المبيعة بالأسواق؛ فوجد أغلبها يغلب عليها طابع الغش، وما هي إلا زيوت بنكهات ولا تعطي أي فائدة علاجية، ما دفعه نحو التفكير في إنشاء مصنع أو معمل من أجل استخلاص الزيوت الطبية من الأعشاب الطبيعية.

الشاب فداء أبو عليان (29 عامًا) من سكان مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، اختصاصي طب مخبري، أنهى دراسة الصيدلة والمعدات الطبية.

وقال لـ"فلسطين": "هناك توجه في العالم للعلاج بالطب الأخضر، لكون الأدوية الكيميائية تسبب البكتيريا، التي تقاوم المضاد الحيوي، إلى جانب إقبال الكثير من الناس على التداوي بالأعشاب الطبية، ووعيهم مدى أهميتها".

وأضاف أبو عليان: "الأعشاب الطبية غنية بالزيوت، وبيئة القطاع غنية بالعديد من النباتات البرية والعطرية التي يفتقر إليها العالم، ولا يوجد مصنع لإنتاج الزيوت من هذه النباتات، ففكرت في إنشاء منشأة صغيرة تلبي احتياجات الناس من وصفات، من أجل توفير الزيوت النقية والأصلية".

وهذه الفكرة التي ولدت لديه دفعته نحو التفكير في التواصل مع شركات خارجية من أجل جلب أجهزة طبية ومعدات لاستخراج الزيوت، ولكن رفض الاحتلال الإسرائيلي إدخالها إلى القطاع، وبعد محاولات عدة باءت بالفشل راودته مشاعر الإحباط.

وأوضح أن دراسته تخصص المعدات الطبية أفادته في الاطلاع على طبيعة الأجهزة المستخدمة لاستخلاص الزيوت، وآلية عملها من ناحية ميكانيكية، ورسم خرائط الجهاز، ليبدأ تجميع الأدوات البديلة وفق ما هو متوافر في غزة.

ولما كانت الحاجة أم الاختراع؛ جمّع أبو عليان الجهاز بطريقة علمية بسيطة، تابع: "جهاز الاستخلاص جمّع من عدة أدوات، أولها جهاز (أوتوا كلاف) الذي حولته إلى حاوية للضغط يوضع فيها البذور، وطنجرة ضغط، تلك المستخدمة في الطهي المنزلي، ومصدر حرارة (غاز) مع "ماتور" للماء، وجمعت القطع داخليًّا إلى أن توصلت إلى الشكل النهائي للجهاز، وأول تجربة لاستخلاص الزيوت كانت ناجحة، لكن الجهاز ينتج كميات قليلة".

أما طريقة عمل الجهاز فبين أنه تستخلص الزيوت من عصر البذور، ثم تضغط بطنجرة الطهي على مقاسات المكثف الذي يكثف بخار الماء مع الزيت، وبالحرارة يستخلص الزيت حسب كمية المادة الزيتية داخل البذور.

ولفت أبو عليان إلى أن التخطيط للفكرة وتنفيذها استغرقا قرابة عام كامل، واستطاع خلال العمل في معمل صغير استخراج الزيوت، كزيت الصبار، وزيت السمسم الذي يعد صيدلية كاملة لعلاج الكثير من الأمراض، خاصة الجلدية، وغيرهما العديد من الزيوت.

ومن المشاكل التي واجهته صعوبة الظروف الاقتصادية بغزة، والاحتلال ومنعه إدخال بعض الأجهزة والمعدات، ويطمح أبو عليان إلى أن يصبح لديه مصنع كبير يلبي احتياجات القطاع، ويسمح له بتشغيل عدد من الخريجين العاطلين عن العمل.