في غزة هناك جهود تبذل للتوصل إلى تفاهمات بين فصائل المقاومة والعدو الإسرائيلي بوساطة مصرية وتدخلات دولية من أجل رفع الحصار عن غزة وتخفيف المعاناة عن شعبنا فيها، ولكن قادة منظمة التحرير وفصائلها يرفضون التفاهمات دون مصالحة ويرون أنها لن تتم دون الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وببرنامجها السياسي كما ورد في اللقاء الفلسطيني الفلسطيني في موسكو.
لو كانت حماس تعترف بالمنظمة وببرنامجها السياسي لما حصل الانقسام ولو كانت تؤمن _ومعها الجهاد وفصائل أخرى_ بحل الدولتين لما كان الحصار على قطاع غزة، وهذا يعني أن من يربط حل الخلافات الداخلية بموافقة الكل الفلسطيني على اتفاقية أوسلو لا يريد مصالحة ولا يريد أي تقدم فلسطيني بأي اتجاه، لأنه بذلك يطلب المستحيل، حيث لم تعترف غالبية شعبنا باتفاقية أوسلو وهي في أوج وميضها الخادع فما بالنا وقد اتضح بعد ربع قرن للجميع أنها كانت نكبة ثانية للشعب الفلسطيني وغطاء للمحتل الاسرائيلي ليتمكن من القدس والضفة، وليتمكن كذلك من اختراق الأمتين العربية والاسلامية.
حركة حماس طرحت فكرة تشكيل هيئة وطنية عليا لمواجهة "صفقة القرن"، وكانت الردود المتوقعة من جانب فصائل منظمة التحرير أن المقصود من تلك الهيئة ايجاد بديل عن منظمة التحرير بل وأكثر من ذلك قالوا إنها خطوة مساعدة لتمرير صفقة القرن.
الهيئة الوطنية العليا لن تكون بديلا عن منظمة التحرير، فالمنظمة من المفترض أن تدافع عن فلسطين،ولكن صفقة القرن تستهدف فلسطين والعرب والمسلمين، ولذلك لا بد من إيجاد اطار جامع لهم ويمكن للمنظمة أن تكون جزءا أساسيا في الهيئة الوطنية العليا، وهذا تطبيق عملي لمواجهة صفقة القرن وردا على من يتهمها بأنها ترفض الصفقة نظريا ولا تأتي بخطوات عملية.
قيادة المنظمة تفتخر بأنها انضمت إلى مئات المنظمات الدولية وانها وقعت عشرات الاتفاقات الدولية، فلنكن هذه المرة مبادرين إلى تشكيل كيان سياسي يحظى بإجماع عربي اسلامي ويخدم القضية الفلسطينية ويكبح أطماع (إسرائيل) والادارة الأمريكية في الوطن العربي بالتصدي لصفقة القرن، أما المنظمات الدولية فهي متآمرة على الشعب الفلسطيني وقضيته، كما أنه لا يمكن دخولها إلا بالاعتراف بدولة الاحتلال، ثم لا تقدم لنا شيئا.