جاء لقاء التنظيمات والقوى السياسية الفلسطينية على أرض غزة ليمثل المفاجأة للاحتلال الإسرائيلي الذي اعتقد جازماً أن الفلسطينيين ماتوا بسموم الفرقة، ولن تقوم لوحدتهم قائمة، ولن يجتمعوا على مقاومة الاحتلال، بعد أن غرقوا في لجة الانقسام والمناكفة والمحاصصة.
لقاء التنظيمات الفلسطينية على أرض غزة يمثل إرادة شعب ضج من الصمت والانتظار، وقرر أن يرفع صوته، ويبدأ الحراك الفاعل بهدف الخروج من حالة الموت السريري الذي خيم بالانتظار على مفاصل القضية الفلسطينية.
لقد تميز لقاء التنظيمات والقوى السياسية الفلسطينية بالإجماع على عدد من النقاط الرئيسية التي تمثل رسالة واضحة المعالم إلى قيادة حركة فتح، المتمم الموضوعي لمعادلة الوحدة الوطنية، التي تهدف إلى مواجهة صفقة القرن:
1ـ اللقاء الذي جاء بمبادرة من حركة حماس يمثل الخطوة العملية الأولى لمواجهة صفقة القرن، حيث عكس وحدة وطنية ميدانية جدية راغبة في التأطير، وقادرة على الفعل.
2ـ اللقاء مثل إجماعاً وطنياً على المبادئ الأساسية التي يلتقي عليها كل وطني فلسطيني، التي تمثل المرجعية الحقيقية لإرادة الشعب.
3ـ اللقاء أجمع على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الخيمة التي تضم الجميع إذا أُصلحت وأعيدت الحياة لها، لتأخذ دورها الوطني في مقاومة الاحتلال.
4ـ لقاء غزة رسم الخطوط العريضة لمواجهة صفقة القرن التي تتمثل في:
أولاً: التخلص من اتفاق أوسلو الذي ثبت فشله بعد أكثر من 25 عاماً، ومغادرة اتفاق أوسلو تعني وقف التعاون الأمني، والتوقف عن العمل باتفاقية باريس الاقتصادية.
ثانياً: استعادة الوحدة الوطنية ضمن خطوات محددة، تتمثل في عقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، حكومة سياسية، تشرف على توحيد المؤسسات في غزة والضفة، وتشرف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية
ثالثاً: إطلاق حراك شعبي في الأراضي الفلسطينية للتأكيد على رفض الشعب الفلسطيني لصفقة القرن، وهذه خطوة متممة لمسيرات العودة.
رابعاً: تعزيز التعاون والإسناد والتشاور مع دول العالم أجمع لمواجهة الصفقة المشبوهة، وهذا لا يتحقق قبل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
خامساً: رفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي، فالتطبيع جزء رئيس من صفقة القرن.
فهل سينجح اللقاء الوطني الذي عقد تحت عنوان: متحدون من أجل مواجهة صفقة القرن، في كسر حالة الجمود في الساحة الفلسطينية، ويفرض نفسه خيارا لا مفر منه، أم سينتهي اللقاء لمجرد انتهاء الخطباء من إلقاء كلماتهم؟
الجواب لدى حركة فتح، وقيادة منظمة التحرير التي تابعت مشهد الوحدة الوطنية، والتي تمتلك بيدها دفع الحراك الوطني باتجاه الوحدة التي يحتاج إليها الجميع، أو إدارة الظهر لهذه الخطوة الجريئة وإطلاق النار عليها بالتجاهل، وهذا يعود بنا إلى التنظيمات والقوى السياسية التي شاركت في لقاء غزة، فماذا أنتم فاعلون؟ وهل ستعودون إلى حالة الجمود والنحيب على الوطن السليب، أم أنكم ستواصلون الحراك الرائع القوي، وتتقدمون خطوة في اتجاه تشكيل الهيئة العربية لمواجهة صفقة القرن، أو الهيئة الوطنية لمواجهة صفقة القرن؟