على الطريق الواصل بين قلقيلية ونابلس، وعبر الطريق الالتفافي رقم 55، قبالة مداخل المستوطنات الإسرائيلية والقرى والبلدات الفلسطينية، علقت شركات خاصة تتبع المستوطنين أعلام كيان الاحتلال على أعمدة الكهرباء، في ذكرى ما يسمى "استقلال (إسرائيل)" وهو ما يقابله الذكرى الـ71 لنكبة الفلسطينيين الذين هجرتهم العصابات الصهيونية من أرضهم عام 1948.
قبالة عزبة الطبيب شرق قلقيلية ودوار النبي إلياس، شعر الأهالي الذين عاشوا معاناة اللجوء والتشرد منذ النكبة بالغصة من رفع أعلام كيان الاحتلال الزائل فوق أراضيهم، رغم صمودهم وصبرهم الأسطوري في وجه عدم اعتراف الإدارة المدنية التابعة للاحتلال بالعزبة، ومحاولة شطبها عن الخارطة.
موثق انتهاكات الاحتلال في عزون وعزبة الطبيب الناشط حسن شبيطة، يقول: إن عزون منطقة ساخنة على مدار الساعة، واقتحامات واستفزازات المستوطنين لا تتوقف، وتعليق الأعلام الإسرائيلية له أهداف خبيثة منها إعلان سيادة الاحتلال المزعومة على أراضينا وشوارعنا بشكل استفزازي.
ويضيف شبيطة لصحيفة "فلسطين"، أن الفلسطيني يمنع ويعاقب إذا رفع الأعلام الفلسطينية على أعمدة الكهرباء في الطرق الخارجية، حيث تعد سلطات الاحتلال هذه الطرق والمناطق تحت سيطرتها الأمنية والإدارية وليس للفلسطيني أي حق فيها وإظهار مظاهر السيادة عليها.
ولفت إلى أن رفع العلم في مكان هو إعلان سيادة، وهذه رمزية عالمية، لذا يحرص مجلس المستوطنات بالتعاون مع سلطات الاحتلال على رفع الأعلام الإسرائيلية في المفترقات المهمة في الضفة الغربية المحتلة، ووضع اليافطات التي تشير إلى شعارات تلمودية يهودية.
وأشار إلى أنه خلال الفترة السابقة تم وضع رموز تلمودية على دوار قرب مدخل قلقيلية، منها الشمعدان، وكذلك عند حاجز زعترة العسكري، حيث يؤدي المستوطنون وجنود الاحتلال طقوسهم.
المزارع سميح خليف (55 عامًا) من قرية النبي إلياس، وصف رؤيته أعلام الاحتلال بالغصة في القلوب، موضحًا أنها "تذكرنا بالنكبة وقيام دولتهم العنصرية، فنحن نعيش ذكرى النكبة الـ71، والمستوطنات تغزونا والأسيجة العنصرية تحاصرنا، فأنا مضطر لامتلاك تصريح أمني حتى أتمكن من دخول أرضي المعزولة خلف جدار الفصل العنصري، والدخول عبر عملية تفتيش إلكترونية، وكأنني أدخل حدود دولة أخرى".
ويضيف خليف لصحيفة "فلسطين": "حتى مسجد قريتنا تعرض للاعتداء من المستوطنين وعصابة تدفيع الثمن، كونه مطلًا على الطريق الرئيس قبل أن يتم شق طريق التفافي خارج القرية، فاستفزازاتهم لا تتوقف سواء برفع الأعلام الإسرائيلية أو كتابة الشعارات العنصرية، وعزل الأرض خلف الجدار... كل هذا يزيد من الأعباء علينا".
وشدد أصحاب الأرض المحتلة في لقاءات منفصلة، على أن رفع أعلام الاحتلال لن يغير من هوية الأرض وملكيتها للفلسطينيين "فكل ذلك بالنسبة لنا سحابة صيف عابرة، فهذه الأرض رحل عنها كل مستعمر وغاصب".
وقال الناشط الفلسطيني بشار القريوتي: إن المستوطنين في كل مناسبة لهم، حتى في جنازاتهم، يظهرون أعمالًا استفزازية القصد منها تجسيد عنصريتهم على الأرض، فأحيانا يغلقون مناطق بأكملها من أجل ماراثون رياضي أو مسير على الأقدام، مبينًا أن الضفة الغربية مستباحة لهم بكل الصور والأشكال، ولم يعد بالإمكان أمام الفلسطيني إلا مقاومة ما يجري بالثبات والصمود على أرضه، وإعمارها كي لا تبقى فارغة.
وأضاف القريوتي لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يستهدف كل المناطق المصنفة (ج)، متوقعًا ازدياد ذلك عقب تشكيل الاحتلال حكومته اليمينية الجديدة "التي ستسرع عمليات السيطرة بكل أشكالها، وخاصة بتجسيد الرموز التلمودية على الطرقات ونصب المزيد من الأعلام، والنصب التذكارية لقتلى المستوطنين والشمعدان".

