فلسطين أون لاين

​بسبب قلة المساحات المزروعة وغلاء تكاليف الإنتاج

الفراولة "تتدلل" على الغزيين بأسعارها المرتفعة

...
غزة - صفاء عاشور

تشهد أسواق قطاع غزة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الفراولة إذ وصل سعر الكيلو منها إلى 12 شيكلا، وسط تساؤلات عن الأسباب، وما إذا كان من بينها تصدير الفراولة إلى خارج القطاع.

ويعتبر رئيس جمعية بيت لاهيا للتوت الأرضي محمود خليل، أن الفراولة تزرع بالأساس للتصدير وليس لبيعها في الأسواق المحلية، مفسرا بأن تكلفة زراعة الدونم الواحد تصل إلى خمسة آلاف دولار بالطريقة التقليدية أما "بالطريقة المعلقة" فتصل إلى30 ألف دولار.

ويوضح لصحيفة "فلسطين"، أن المزارع يهدف من زراعة الفراولة إلى بيعها بسعر لا يقل عن 25 شيكلا حتى يسترد المبالغ التي دفعها في عملية زراعة هذا المحصول، لافتاً إلى أن هذه الأسعار لا تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية لأهالي قطاع غزة ولا يقدرون عليها.

ويشير إلى أنه تم في بداية الموسم تصدير كميات قليلة للأسواق الأوروبية إلا أنه وبعد انخفاض سعرها توجه المزارع الغزي لتسويق الفراولة في الضفة الغربية والتي تعتبر في الفترة الحالية من أفضل الأسواق لاستيعاب الفراولة المنتجة في القطاع.

من جهته، يرى مرشد المحاصيل التصديرية في "الزراعة" م.عيد صيام، أن تصدير الفراولة من القطاع إلى الضفة الغربية، لا يمثل السبب الرئيس في ارتفاع أسعارها، موضحًا أن هناك أسبابا أخرى ساهمت في ذلك.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "مساحة زراعة الفراولة تقلصت بشكل كبير خلال العام الحالي، حيث لم تتجاوز المساحة المزروعة في كافة محافظات القطاع الـ480 دونما"، لافتاً إلى أن القطاع كان يزرع خلال العام ما يزيد عن ألف دونم من الفراولة.

ويضيف أن العامل الثاني "هو الظروف الجوية الصعبة التي مر بها القطاع خلال الفترة السابقة من قلة تساقط الأمطار بالإضافة إلى حالات الصقيع التي استمرت لفترات طويلة وهو ما أثر على انتاج الفراولة بشكل كبير".

ويُبين أن ارتفاع تكاليف انتاج الفراولة في القطاع كبد المزارعين تكاليف كبيرة، معربا عن اعتقاده بأن تصديرها يمثل أفضل فرصة لتعويض جزء من المصاريف التي تم دفعها.

ويُقر صيام، بأن انتاج العام الحالي من الفراولة في القطاع لا يزيد عن 50% من انتاج الأعوام الماضية.

ورغم أن متوسط انتاج الدونم المزروع بالفراولة هو 2.5 طن فإن انتاج الدونم لم يتجاوز حتى اللحظة الطن "وذلك بسبب الظروف الانتاجية والصقيع في فترات المساء، بالإضافة إلى وجود أمراض في التربة أدت إلى موت ما يتراوح بين 30 و40% من الشتلات المزروعة"، بحسب صيام.

وينوه إلى أن عملية تصدير الفراولة للأسواق الأوروبية متوقفة منذ فترة وأن الكميات التي تخرج من القطاع يتم تسويقها في الضفة الغربية وهي ليست بالكميات الكبيرة.

وفي نفس الوقت ينبه إلى أن هناك انخفاضا في انتاج الخضار في الفترة الحالية بسبب الظروف المناخية غير المستقرة واستمرار حالات الصقيع.

تصدير وموازنة

لكن مدير دائرة التسويق في وزارة الزراعة جلال إسماعيل، يقول إن القطاع صدر للأسواق الأوروبية من الفراولة 70 طنا وتم تسويق ما يتراوح بين 380 و400 طن من الفراولة للضفة الغربية.

ويضيف لصحيفة "فلسطين": "إلى جانب الفراولة يتم تسويق العديد من المنتجات للضفة الغربية مثل البندورة، الخيار، الملفوف وغيرها من الخضروات، كما يتم تسويق الباذنجان والبندورة داخل الأراضي المحتلة سنة 1948".

ويوضح أن "الزراعة" تجتهد دائماً لعمل موازنة في أسعار الخضروات في القطاع بحيث إنه في حال ارتفاع أسعار بعضها يتم تقنين تصديرها للخارج أو تسويقها في الضفة الغربية أو محاولة إدخال كميات إضافية منها على غرار الحمضيات التي تم ادخال كميات منها خلال الايام الماضية للمحافظة على أسعارها.

ويختم بالإشارة إلى الظروف المناخية التي "كان لها الأثر الأكبر على الانتاج الزراعي خلال هذا العام، خاصة أن معظم المحاصيل مزروعة في الفترة الحالية بالبيوت البلاستيكية وهو ما أثر على نضج الثمار وتسبب بقلة الانتاج".