فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الاحتلال يرفع مستوى التَّأهُّب تحسُّبًا لرد إيراني وتقريرٌ عبري يكشفُ تفاصيلَ جديدة حول "السّيناريوهات المُحتملة"

الثّوابتة لـ"فلسطين أون لاين": الاحتلال تعمَّد تدمير المنظومة الصِّحيَّة لقتل "فرص نَجاة" الجرحى

تحقيق عبري: حماس اخْتَرقتْ هواتفَ الجنود على مدى عامين "بهجومٍ سيبراني" حسّاس

حماس تنعَى شهداءَ طوباس وجنين وتؤكد: الاغتيالات ستزيد من إصرار المقاومين على مواصلة درب الشُّهداء

الدّفاع المدني: الاحتلال يتعمّد تغييب منظومة العمل الإنساني والطبي شمال قطاع غزّة

شهيدان بقَصْف الاحتلال قرية الشُّهداء جنوبي جنين

الإبادة في يومها الـ 396.. مجزرةٌ دامية في بيت لاهيا وقصفٌ مُتواصل على المُحافظة الوسطى

شهيدان خلال اشْتباكات مُسلّحة مع قوات الاحتلال جنوبي طوباس

هاليفي لعائلات الأسرى: يجب التَّحلّي بالشَّجاعة لإبرام صفْقة تبادُل.. ماذا عن رأي "الموساد"؟

"نشامى" الأردن يُغلقون متاجرَ "كارفور" ومُغرّدون يعلّقون: هذه خطوة والقادم أعظم

​هل تستغل أمريكا التهافت العربي والضعف الفلسطيني لتمرير "صفقة القرن"؟

...
صورة أرشيفية
غزة–رام الله/ حازم الحلو:

رأى محللان سياسيان أن الجانب الفلسطيني ومعه الدول العربية لن يفلحوا في تقليل كوارث "صفقة القرن" المرتقب إعلانها خلال الأسابيع القادمة، مشيرين إلى أن ضعف الفلسطينيين وتهافت العرب على نيل رضا زعيم البيت الأبيض دونالد ترامب سيعدمان أي فرصة لتحسين وضع الفلسطينيين في الصفقة.

وأكد المحللان أن "صفقة القرن" ستكون محطة صعبة في تاريخ القضية الفلسطينية، لافتين إلى أن التفاصيل القليلة التي يتم تداولها حاليا تظهر بوضوح جانبا من الخسائر التي سيمنى بها الفلسطينيون من ناحية انهيار حلمهم بإقامة دولة متواصلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وجزء من القدس المحتلة على الأقل.

وكان رئيس السلطة محمود عباس، توجه أمس، إلى العاصمة المصرية القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ثم حضور اجتماع الجامعة العربية الذي يعقد بناء على طلب فلسطيني، كي يُطلع وزراء الخارجية العرب على "التطورات الأخيرة للأوضاع في فلسطين".

ويأتي ذلك في وقت حذر فيه مبعوث الرئيس الأميركي لعملية التسوية في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، من عدم استجابة الطرفين للخطة، قائلًا: "سيكونان قد أضاعا على نفسهما فرصة مهمة، لا سيما الفلسطينيون الذين يهددون بعدم النظر إلى الخطة رغم أنها تتعلق بمستقبلهم".

ويقول المحلل السياسي د. أحمد عوض إن مستقبل القضية الفلسطينية في ظل المعطيات الحالية بات يتهدده خطر كبير، مشيرًا إلى أن "صفقة القرن" تضمن للاحتلال ترسيخ واقعه على الأرض الفلسطينية عبر ضم الضفة الغربية أو جزء منها للسيادة الإسرائيلية وإنهاء حل الدولتين.

وأوضح لصحيفة "فلسطين"، أن تنفيذ الصفقة تم فعليًّا البدء به منذ وقت طويل عبر بناء مئات الوحدات الاستيطانية في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة من أجل فرض الأمر الواقع وضمها فيما بعد بمباركة ودعم أمريكي.

وقلل عوض من جدوى التحركات الفلسطينية والعربية لإحباط الاعلان عن الصفقة وتنفيذها، معتبرا أن هذه الخطوات تحمل طابعا احتجاجيا أكثر منها أي شيء آخر، فلا السلطة باستطاعتها منع الصفقة، ولا النظام العربي الرسمي يقدر على ذلك أصلا، فضلا عن أن يكون لديه رغبة في ذلك.

ولفت إلى أن وضع السلطة أصبح صعبا نتيجة للخلل الكبير الذي اعترى ممارسة السلطة لوظائفها خلال السنوات السابقة بعد اتفاق أوسلو الذي جعل من امكانية اقامة الدولة مرتبطا بتفاهمات وتوازنات دولية أقوى من الفلسطينيين أنفسهم.

ورأى أن المطلوب هو قيام الفلسطينيين بالتداعي والاجتماع من أجل وضع رؤية سياسية تحافظ على الحقوق الفلسطينية، إضافة إلى تحشيد الأطراف الرافضة الدولية والعربية للصفقة وتشكيل لوبي حقيقي ضدها، تزامنا مع استعادة التوافق الفلسطيني من أجل الخروج من هذا الوضع الخطير.

من جهته، المحلل السياسي نظير مجلي قال، إنه من المنطقي النظر إلى المستقبل القريب على أنه مرحلة ازدهار وسيطرة للطرف الإسرائيلي في ظل الدعم المعلن واللامحدود الذي يقدمه الرئيس ترامب في صورة حل سياسي يطلق عليه مصطلح "صفقة القرن".

وأوضح مجلي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن ترامب تغلب عليه عقلية "البزنس" حتى في القضايا السياسية، لافتًا إلى أن الصفقة تنظر للحقوق الفلسطينية على أنها تتعلق بتوفير المأكل والمشرب وتكوين مناطق صناعية وإعطاء بعض المزايا الاقتصادية لسكان الضفة سعيًا لترسيخ حالة "اللادولة" في الواقع الفلسطيني.

ولفت إلى أن الادارة الأمريكية تضع مصلحة دولة الاحتلال فوق أي اعتبار سياسي، وظلت على موقفها الداعم لدولة الاحتلال في كل المجالات، منبهًا إلى أن المرحلة القادمة ستكون صعبة على الطرف الفلسطيني.

وذكر أن الرؤية الأمريكية الجديد تميل حتى إلى طرح حل الدولتين جانبًا والاستعاضة عنه بمنح الفلسطيني حكما ذاتيا لمدنهم وقراهم، معتبرًا أن ترامب لن يجد صعوبة في ترسيخ ذلك في السياسة الأمريكية.

وأوضح أن الطرف الفلسطيني لن يكن أمامه سوى العمل على تحسين بعض أجزاء الصفقة وليس رفضها بالمجمل، معتبرًا أن الطرف الفلسطيني لا يملك فعليًّا أي خيارات تمكنه من السير في سبل مختلفة عما كان عليه خلال الفترة الحالية.

وأوضح أن موقف الجامعة العربية يعتبر من الناحية النظرية موقفا جيدا بالإصرار على المبادرة العربية التي تشترط الانسحاب الاسرائيلي لحدود عام 1967 مقابل التفاعل مع العلاقات السياسية بين (إسرائيل) وباقي الدول العربية التي لم توقع اتفاقيات للتسوية.

وأضاف: "وعليه فإن دولة الاحتلال تنظر إلى الأمر من زاوية أنه طالما أنه باستطاعتها تكوين علاقات جيدة مع الكثير من الدول العربية، فإنه لا يوجد ما يجبرها على مفاوضة الفلسطينيين على حقوقهم السياسية، فلماذا ستعطي للفلسطينيين شيئا مقابل التطبيع الذي تحصل عليه بالمجان؟".