فلسطين أون لاين

​مفاتيحك في الحفظ والصون (1-2)

اتصل بي أحد زملائي في العمل قبل مدة من الزمن طالبًا مني مساعدته في استرداد واسترجاع حسابه الخاص في موقع "فيس بوك"، قال: "إن حسابي اخترق وغيرت كلمة المرور الخاصة بي، ولم يعُد بمقدوري الدخول إلى حسابي الشخصي مطلقًا"، حينها بادرته بالسؤال مستفسرًا عن مفتاح الأمان (كلمة المرور) الذي كان يستخدمه في تأمين حسابه، فأجابني أن كلمة المرور كانت رقم جواله الشخصي، أصابتني إجابته حينها بالصدمة والدهشة في الوقت نفسه، لاستخدامه كلمة مرور يُمكن لكل من يَعْرِفُه أن يتنبأ بها، وقد أنكرت عليه استخدام كلمات المرور السهلة التخمين، وأرشدته بعد أن ساعدته على استرداد حسابه الذي سرق إلى كيفية استخدام كلمة مرور قوية وسهلة الحفظ في الوقت نفسه.

يا للأسف!، إن كثيرًا من المستخدمين يقعون في هذا الخطأ الفادح نفسه، إما لجهلهم أهمية وكيفية استخدام مفاتيح الأمان القوية، وإما لعدم مبالاتهم أو عدم اهتمامهم بكلمات المرور التي يستخدمونها، فبعضهم يستخدم بياناته الشخصية مفاتيح أمان لحساباته الشخصية المختلفة، مثل: رقم جواله، أو رقم هويته الشخصية، أو أسماء أبنائه أو تاريخ ميلاده أو زواجه، وغيرها من البيانات التي يُمكن أن يتنبأ بها من حولهم من الأشخاص، إذ يستغل المخترقون نقطة الضعف هذه في الاستيلاء على الحسابات الإلكترونية المختلفة بكل سهولة.

لإنشاء كلمة مرور قوية ننصح ألا يقل طول كلمة المرور عن 10 خانات، وكلما كان طول مفتاح الأمان أكبر كانت درجة الأمان أقوى وأكثر فعالية، كذلك يجب أن تحتوي كلمة المرور على أرقام وأحرف كبيرة Capital Letter مع أحرف صغيرة Small Letter، إضافة إلى استخدام الأحرف المميزة والرموز المختلفة، مثل: $ ! @ # *، ما يزيد كثيرًا من قوة كلمة المرور، ويُمكن لأي شخص فحص مدى قوة كلمة المرور التي يستخدمها بوضعها في الموقع المختص: www.passfault.com، حيث تحليلها وإعطاء تغذية راجعة عن قوتها والمدة الزمنية التي تلزم لتخمينها ومعرفتها.

أخيرًا يُمكن أن يطال أولئك المستخدمين تهديد أخطر في حال تأمين حساباتهم الإلكترونية المختلفة باستخدام مفتاح الأمان نفسه دون أي تغيير أو تبديل فيه، وهي فكرة ليست بالسديدة مطلقًا، ففي حال اكتشاف ومعرفة كلمة المرور المُستخدمة في أحد الحسابات الشخصية ستكون باقي الحسابات مباشرة عرضة للسرقة والاختراق، لذا وجب استخدام كلمة مرور مختلفة لكل حساب لحماية باقي الحسابات من أي تهديد يُمكن أن يطالها، وهذه الإستراتيجية سنناقشها في مقالنا القادم بحول الله (تعالى).