كان الأطفال من أوائل من اصطف على بوابة مركز رشاد الشوا في مدينة غزة، بانتظار افتتاح معرض غزة هاشم للكتاب، الذي نظمته بلدية غزة بالتعاون مع وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة، كان هؤلاء الأطفال ينتظرون بشغف انتهاء كلمات الضيوف لتفتح البوابة الرئيسة للمعرض وينطلقوا للتجول في أرجائه.
كتب في كل مكان، ولكن أكثر شيئًا استهواهم وشغل عيونهم وعقولهم الزوايا التي خصصت لكتب الأطفال المعروضة بطريقة تسهل الوصول إليها، وقد تجول الأطفال بين أرجاء المعرض وتفقدوا صفحات بعض الكتب المليئة بالرسومات.
الطفلة يافا الطوخلي (11 عامًا) لم تتوقف عن تصفح أحد الكتب الذي لفت انتباهها عنوانه (حكايا جدتي من التراث الفلسطيني)، تقلب صفحاته باهتمام، تقرأ بعض الصفحات، ثم تتركه.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": "جئت اليوم برفقة صديقاتي من المدرسة لزيارة معرض الكتاب؛ فأنا أحب هذه الفعاليات التي تهتم بالكتب وتشجع على القراءة"، لافتةً إلى أنها تشارك في الكثير من الفعاليات التي تشجع على القراءة في المراكز والمؤسسات المحلية.
وأضافت الطوخلي: "معرض الكتاب مناسبة مهمة جدًّا؛ ففيه رأيت الكثير من الكتب الخاصة بالأطفال وبعض الروايات الجميلة"، مشيرة إلى أن أكثر كتاب لفت انتباهها هو "الشخصية القيادية".
وأكدت أن الكتب ممتعة وشائقة جدًّا، وأن لديها الكثير من الكتب في منزلها، يحضرها لها والداها لتبقى دائمًا ممارسة لعادة القراءة، مشيرة إلى أنها ستعود خلال الأيام المقبلة مع والديها لزيارة المعرض واشتراء بعض الكتب التي تعجبها.
أما عبد الهادي حميد -وهو طالب في المرحلة الابتدائية- فلا يجد أي مانع من زيارة الفعاليات التي تُقام بمركز رشاد الشوا الثقافي، وكان آخرها معرض الكتاب، لافتًا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها معرضًا للكتاب.
وقال في حديث لـ"فلسطين": "أنا أحب القراءة ولدي عدد من الكتب في منزلي، ولكنها ليست كثيرة، لقد انتهيت من قراءتها منذ مدة، وأود الاطلاع على كتب جديدة"، مشيرًا إلى أنه زار أكثر من ستة معارض للكتاب أقيمت بغزة.
وأضاف: "في مدرستنا يوجد في المنهاج حصة للمكتبة، ولكننا لا نأخذها وتذهب إلى مصلحة عدد من المواد الأساسية، وتضيع الفرصة علينا لتصفح الكتب أو قراءتها في بيوتنا"، مشيرًا إلى أن أكثر كتاب أعجبه وحظي بانتباهه هو كتاب "طائر البوم الظالم".
وذكر حميد أن سعر الكتاب خمسة عشر شيكلًا، وهو مبلغ لا يقدر على توفيره لاشترائه، فظروف أهله الاقتصادية لا تسمح بشراء كتاب بهذا السعر.
أما زينة مخراق فبينت أن المعرض نال إعجابها لما فيه من كتب تشجع الأطفال على القراءة في مجالات مختلفة، لافتةً إلى أنها تصفحت أحد كتب معاني الأسماء، وعرفت منه معنى اسمها.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": "إن معارض الكتاب من الفعاليات التي أحرص على زيارتها، وهناك العديد من الكتب التي نالت إعجابي، ومنها كتاب "كيف تكسب أصدقاءك وصديقاتك"، والحب قرار".
وأفادت مخراق أنها تزور عددًا من المكتبات في مدينة غزة، وتشتري منها الكتب، وستعود في زيارة ثانية مع أهلها للمعرض لاشتراء بعض الكتب لقراءتها خلال الأشهر القليلة المقبلة.
