فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​حاز جائزة أفضل فيلم وثائقي

محمد شلودي.. وثّق حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال بـ"وعد"

...
غزة- هدى الدلو:

أسلحة كثيرة بين أيدينا ولكن لا نعرف كيف نصوب فوهتها صوب الاحتلال الإسرائيلي الذي ينكل بالفلسطينيين ليلاً ونهارًا، ولكن محمد شلودي استخدم سلاحه بالكاميرا، وصناعة الأفلام الوثائقية من أجل فضح جرائم الاحتلال وتوثيق واقعهم المعاش، والصعوبات والقيود التي يواجها الشعب الفلسطيني في فيلم سمّاه "وعد" الذي حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي.

محمد شلودي (24 عامًا) من مدينة القدس المحتلة، تخرج من تخصص إنتاج أفلام من كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة عام 2017، وعمل مصورًا وامتد عمله إلى المجال السينمائي.

وقال لـ"فلسطين": "دراستي هذا التخصص لم تأت من فراغ، فمنذ صغري وأنا أحب التصوير والكاميرا، أشعر وكأن بإمكانها عمل انعكاس للأشياء التي تدور بداخلي دون أن أتفوه بكلمة واحدة". وقد عمل شلودي على تطوير نفسه من خلال مواقع الإنترنت، ومن ثم الالتحاق بالدورات التدريبية، ثم توجه نحو دراسة التخصص الذي يحبه، واقتحم العالم الذي يحبه.

وعن سبب توجهه نحو الأفلام الوثائقية، أوضح شلودي أنه تطرق إلى الأفلام عام وليس للوثائقية خاصة، واختار فكرة فيلم "وعد" ليتحدث عن شيء واقعي وموجود، وقد عُرض الفيلم في مهرجان "مالمو" للسينما العربية في السويد؛ وهو أكبر مهرجان مخصص للأفلام الناطقة باللغة العربية.

وأشار إلى أن المخرجين الفلسطينيين الذين يتناولون قضايا مختلفة في أعمالهم يسعون إلى توثيق واقع الحياة تحت الاحتلال من خلال الأفلام الوثائقية وغيرها.

وتروي فكرة الفيلم حكاية فتاة مقدسية اسمها وعد تدرس التصوير الفوتوغرافي في جامعة إسرائيلية، وخشية الوقوع في مشاكل قررت أن تبقى بعيدة عن السياسة، ولكن النظرات ممن حولها كانت تلاحقها وتطاردها وتواجه عنصرية من قبلهم، فاضطرت إلى أن تقف مدافعة عن هويتها الوطنية من خلال عملها. وعندما جاءت اللحظة التي تدافع فيها عن قضيتها لم تتأخر وعد، إذ إن مدينة القدس المحتلة شهدت حدثًا سياسيًا فذهبت لتلتقط بعض الصور التي تحمل مفاهيم سياسية، ورغم مطاردة الاحتلال لها فإنها استمرت في مشاريعها من أجل إثبات الهوية الوطنية بشكل غير مباشر.

وأضاف: "من خلال الفيلم الوثائقي طُرحت قضايا عدة التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، رغم أن تسليط الضوء كان على الفتاة، ولكن الفيلم تطرق لمشكلة الجدار والأسرى والحواجز".

وبين شلودي أن للأفلام أهمية كبيرة، فهي الصوت والصورة، كما بإمكانها توصيل رسالة للناس بصورة أسرع، ولها دور في نشر الثقافة والتوعية.

وعد أن الأفلام الوثائقية فن ووسيلة يمكن الحديث من خلالها عن كل القضايا، والسينما هي الوسيلة التي نستطيع من خلالها التواصل مع المجتمع المحلي والعالمي.

وتابع: "شعور رائع عندما حصلت على جائزة أفضل فيلم وثائقي، خاصة أن هذا اللقب جاء من المكان ذاته الذي تعلمت فيه، فكان كفيلا بأن يمدني بالطاقة للاستمرار".