تشير نتائج الانتخابات الصهيونية إلى فوز اليمين الصهيوني بزعامة نتنياهو في الانتخابات وإمكانية تشكيله للحكومة القادمة في الكيان، هذا في عرف السلطة أن نتنياهو رجل لا يريد السلام مع الفلسطينيين، ويرفض حل الدولتين ويريد ضم 60% من أراضي الضفة الغربية بعد أن ضم القدس, ويرفض الانسحاب من غور الأردن، وإبقاء المستوطنات، أي أنه لا يريد إبقاء أرض فلسطينية يمكن أن تقام عليها دولة فلسطينية حتى بالنسبة التي حددها محمود عباس 22% من مساحة فلسطين التاريخية بل وأقل من ذلك.
هذا هو التفكير الجاري على الأرض من قبل نتنياهو في الفترة الماضية وسيتواصل في المرحلة المقبلة خاصة أن الإدارة الأمريكية حليف كامل وتؤمن بما يؤمن به نتنياهو وتعمل على تحقيقه, والشواهد كثيرة وصفقة القرن أكثرها وضوحا, وهي تقول لا دولة للفلسطينيين وعليهم القبول بالواقع المطروح في الحل الأمريكي للصراع القائم, وهو فصل غزة عن الكل الفلسطيني وضم الضفة وتحويل التجمعات الفلسطينية الكبيرة إلى شبه حكم ذاتي تتولى الإدارة المدنية تسيير أمورها أو تضم إداريا للأردن وتشكيل كونفدرالية معها.
والأمر كذلك ماذا بقي أمام الفلسطينيين فعله؟ هل التسليم ليمينية نتنياهو وتطرف المجتمع الصهيوني وتبني الإدارة الأمريكية مشروع التصفية القائم على صفقة القرن؟، أم أن هناك أمرا مغايرا للحال التي عليها الحالة الفلسطينية، وهل سيبقى مشروع أوسلو هو المتحكم في سلوكنا؟ علما أن الاحتلال ضرب به عرض الحائط ولا يعترف به إلا في التعاون الأمني والملحق الاقتصادي بعد أن مزق المشروع إربا إربا ولم يبقَ منه إلا ما يحقق به مصالحه ونحن ,الفلسطينيين, نتمسك به ونؤمن أن فيه الحل وهو مقدمة للدولة الفلسطينية المنتظرة متى؟ وكيف؟ وأين؟ لا أحد بات يعرف في ظل ما يجري على الأرض.
هل المطلوب أن نبقى نراوح مكاننا ونتمسك بأوسلو الذي عفا عليه الزمن وبات طوقا يكبلنا ويفرض علينا الانقسام والاختلاف مع بعضنا بعضا, وفلسطين تضيع رويدا رويدا على الأقل في المشاريع السياسية، أم أن هناك مجالا لأن نعود لرشدنا ونصحو في اللحظة المناسبة ونستدرك الأمر؟
هل ما زال عباس يؤمن بأوسلو؟ وهل ما زال يؤمن بحل الدولتين؟ وهل ما زال يؤمن بالتفرد والاقصاء ويحارب الوحدة والشراكة السياسية؟ وهل ما زال لا يؤمن بالشعب الفلسطيني وقدرته على تحقيق ما يحقق حقوقه؟ وهل ما زال يقدس التعاون الأمني ويلاحق المقاومة؟.
ألم يئن الأون للجلوس مع الذات قليلا والنظر فيما آلت إليه الأمور؟ أم أن العناد والإصرار الخاطئ على المنهج المدمر للمشروع الوطني الفلسطيني هو سيد الموقف بعد أن فشل الخيار العربي عبر الدول العربية والجامعة العربية ودول التطبيع والانهيار والتخلي عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني؟ أسئلة كثيرة ومؤلمة تجول في خاطر كل فلسطيني يرى الدمار والانهيار للمشروع الوطني الفلسطيني نتيجة سياسة محمود عباس وإصراره على أنه يسير في الطريق الصحيح وأن الآخرين على خطأ.
أين الحل؟ هل نقف ننتظر حتى نخسر كل شيء، أم نعيد للقضية اعتبارها عبر الوحدة القائمة على الشراكة السياسية المعتمدة على المقاومة المسلحة وغير المسلحة من خلال بناء استراتيجية فلسطينية متوافق عليها رغم اختلال موازين القوى بيننا كفلسطينيين وبين الاحتلال؟ لماذا لا يتم إلغاء اوسلو وما ترتب عليه بعد الاتفاق مع الكل الفلسطيني ونعود إلى سابق عهدنا أن أرضنا محتلة وأن أوهام السلطة والدولة ولَّت في ظل ما يحاك أمريكيّاً وصهيونيا للقضية وللشعب الفلسطيني.
نعم نحن بحاجة إلى وحدة على قاعدة التساوي والشراكة في تحمل المسئولية وهذه أعتقد أسرع الطرق لوقف مشروع التصفية واعتماد أسلوب المقاومة كمنهج حتى لو منينا بخسائر كبيرة لأن ما سنخسره في الحالة التي نحن عليها سيكون أكبر أضعافا مضاعفة مما سنخسره لو اعتمدنا منهج المقاومة المسلحة.
وإذا استمر الأمر على ما هو عليه, على الشعب أن يتحرك بشكل فاعل ويبدأ هو بالتغيير من خلال مواجهة المتخاذلين والمفرطين والرافضين للوحدة على قاعدة الشراكة, قبل فوات الأوان بكل الطرق والوسائل التي تحقق له العودة للمشروع الوطني وبناء استراتيجية تحقق الحفاظ عليه وعلى الأرض وتعد العدة لمشروع التحرير.