فلسطين أون لاين

​أنا على قيد الحياة

تُعدّ منصات التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها رافداً مهماً لكثير من الخدمات التي قدمتها ولا زالت، والتي يستفيد منها العديد من المستخدمين إذا ما أحسنوا وأتقنوا استخدام تلك الأدوات، لعَلَّنا نُركز في حديثنا اليوم عن خدمة تقدمها شركة "فيس بوك" لمستخدميها تحت عنوان "الاستجابة للأزمات Crisis Response"، حيث يعتقد كثير من المستخدمين للأسف ممن تحدثوا عنها –ميزة التحقق من السلامة– أنها خاصة بإحدى الجهات الأمنية التي تهدف إلى تعقّب وتتبع الحسابات الإلكترونية الشخصية الخاصة بهم، إلى جانب تحديد أماكن تواجد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي جُغرافياً، وهذا الأمر فيه كثير من المغالطات والتفسيرات غير الدقيقة حسبما أورد أولئك المستخدمين على صفحاتهم الشخصية.

تجدر الإشارة هنا إلى أن موقع "فيس بوك" أطلق رسميًا هذه الميزة بتاريخ 14/09/2017، وقد تم تصميمها للتسهيل على الناس معرفة المزيد عن الأزمات الموجودة في مناطق سُكناهم والوصول إلى أدوات مختلفة لدعم جهود الإغاثة، بما في ذلك التحقق من السلامة "Safety Check"، وتم استخدامها لأول مرة في عام 2014، ولكن نُشرت على نطاق واسع خلال زلزال نيبال 2015. تأتي هذه الميّزة الجديدة ضمن محاولات الشبكة الاجتماعية لرفع مستوى قدراتها على ضمان التواصل بين الناس في أعقاب الأزمات أو الكوارث الطبيعية، كما أن هذه الميزة ليست حِكراً لمنطقة جغرافية معينة، بل يُمكن الاستفادة منها على مستوى العالم أجمع.

تُقدم خاصية (الاستجابة للأزمات) مجموعة من الأدوات التي يُمكن الاستفادة منها أثناء الأزمة وبعدها في مناحٍ عدة، ابتداءً من خلال خيار (تحديد نفسك بالحالة آمن)، حيث يُمكنك توجيه رسالة طمأنة إلى عائلتك وأصدقائك على وجه السرعة بأنك على قيد الحياة ولم تُصب بأي سوء، كذلك خيار (تقديم المساعدة أو طلبها) يعطي الإمكانية للتواصل مباشرة مع أشخاص آخرين بالجوار لتقديم المساعدة لهم أو طلبها منهم في صورة موارد مختلفة تتمثل في: الطعام أو المستلزمات أو توفير المأوى، وأخيراً خيار (الحصول على معلومات) الذي يُوفر المعلومات ذات الصلة المتعلقة بالأزمة من خلال مجموعة متنوعة من الموارد.

في هذا السياق يُمكن لشريحة كبيرة من المواطنين في فلسطين الوصول لهذه الخدمة والاستفادة منها في حال الطوارئ، فبحسب تقرير (سوشيال فلسطين 2018) أن عدد المشتركين من الفلسطينيين في موقع (فيس بوك) هو 3.9 ملايين مستخدم بما يُقابل 88% ممن يملكون القدرة على الوصول إلى شبكة الإنترنت. والله نسأل أن يجنّبنا الفِتَن ما ظهر منها وما بَطَن، وأن يرزقنا وإياكم طول العمر وحُسن العمل.