فلسطين أون لاين

​المرأة التي لا تراعي ظروف زوجها هي الأكثر تضررًا

...
غزة/ صفاء عاشور:

يشتكي أبو أحمد من زوجته في نهاية كل شهر من كثرة طلباتها غير اللازمة، التي هي أصلًا من الكماليات وليست ضرورية، وهو ما يجعله يستشيط غضبًا، ويترك البيت تجنبًا لوقوع المزيد من المشاكل الأسرية أمام أطفاله.

يقول أبو أحمد لـ"فلسطين": "لا أعرف كيف أتعامل مع زوجتي؛ فهي لا تقدر الظروف الاقتصادية التي أمر بها بعد خصم نصف الراتب"، لافتًا إلى أن زوجته لا تقدر وضعه، ولا يهمها أن أقتطع المال الذي أوفره للأمور الأساسية في الحياة لتلبية رغباتها الشخصية.

ويضيف في حديث لـ"فلسطين": "الحياة في البيت أصبحت لا تطاق، وبمجرد أن تراني تبدأ تطلب الكثير من الأمور غير الضرورية، وكان آخرها هو تجديد أثاث المنزل"، متابعًا بغضب: "كيف أجدد أثاث المنزل وأنا أوفر المال لطعام البيت كل يوم بيومه؟!".

ويعيش المواطنون بقطاع غزة في ظروف اقتصادية صعبة، بعد الإجراءات العقابية التي اتخذها رئيس السلطة محمود عباس بحق عشرات الآلاف من الموظفين، بالاقتطاع من رواتبهم، وحرمان فئات أخرى كالأسرى وأهالي الشهداء والجرح من رواتبهم.

أستاذ الصحة النفسية المشارك في الجامعة الإسلامية د. جميل الطهراوي أوضح أن الكثير من المشاكل بين الأزواج تظهر بسبب تراجع الدخل، وتردي الوضع الاقتصادي، خاصة خلال السنتين الماضيتين.

وقال الطهراوي في حديث لـ"فلسطين": "إن بعض الزوجات قد لا يراعين ظروف أزواجهن الاقتصادية، وعدم توافر المال لديهم، لتوفير بعض الأمور الكمالية في الحياة"، مبينًا أن معظم أهالي القطاع أصبحوا يعيشون اليوم بيومه، وبصعوبة يستطيعون توفير الأساسيات في الحياة".

وأضاف الطهراوي: "الحل لهذه المشكلة هو إيجاد مفهوم الشراكة بين الزوجين، وذلك بإشراك الزوج زوجته في المسؤولية واستشعارها، وإعلامها الحد الذي وصل إليه وضعه المالي، والظروف التي يمر بها في عمله وحياته اليومية".

وأشار إلى أن اتباع قاعدة الشراكة في الأمر والتفاهم يجعل عند الزوجة مسؤولية للوقوف إلى جانب زوجها، وإيجاد حلول للواقع الصعب الذي يمر به، إضافة إلى البدء بترتيب الأولويات وتحديد الأساسيات في حياتهم.

وأكمل الطهراوي: "إشراك المرأة في المشكلة التي يمر بها زوجها يجعلها تفكر في مشاركته في إيجاد خطط بديلة، وتقديم بعض التنازلات عن الأمور غير الضرورية، وإيجاد بدائل عنها للعيش عيشة هادئة هانئة".

ولفت إلى أن معظم الزوجات الآن متعلمات، ويعرفن الكثير عن الظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، لافتًا إلى أن إطلاع المرأة على هذه الظروف يجعلهن أكثرًا وعيًا، ذلك يكن أكثر قدرة على التحمل والصبر.

وشدد الطهراوي على أن إصرار الزوجة على متطلباتها غير الضرورية يتسبب بحدوث الكثير من المشاكل التي ستؤثر -لا شك- على حياة العائلة الأسرية، وخاصة الأطفال الذين سيزيد شعورهم بالمعاناة، وهو ما قد يتسبب لهم بالشعور الدائم بالقلق وعدم الأمان.

وبين أن المرأة قادرة على أن تتحكم بنفسها وتسيطر على رغباتها غير الضرورية، محذرًا إياها من أن النتيجة قد تكون ذات عواقب وخيمة، وستكون هي المتضررة الأولى منها، فكثير من هذه الحالات وصلت إلى الطلاق.

وذكر الطهراوي أن هذه القضية عامة وعلى الجميع وليست فردية، لافتًا إلى ضرورة إشراك زوجته في المشكلة، والطلب منها وضع الحلول، وإيجاد البدائل لبعض المتطلبات التي لا يستطيعون توفيرها بسبب قلة المال.