استشهاد الأب كان نقطة تحول في حياة عائلة الشهيد مصباح أبو صبيح حيث أصبح ابناه "صبيح" و"عز الدين" هدفًا لاعتقالات الاحتلال الإسرائيلي بين الفينة والأخرى، ليعيشوا معاناة الأسرى الفلسطينيين الذين يستهدف الاحتلال صمودهم وكرامتهم بكل السبل الممكنة، ما دفع "صبيح" لخوض "معركة الأمعاء الخاوية" التي يخوضها الأسرى حاليًا.
وتقول زوجة الشهيد مصباح أبو صبيح: "هذا هو الاعتقال الثاني لصبيح حيث حُكم عليه بالسجن 13 عامًا بتهمة انتمائه لما يطلق عليه الاحتلال "شباب الأقصى (الذين يتهمهم بالمشاركة في مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال داخل المسجد الأقصى)، مبينةً أن نجلها بريءٌ من تلك الاتهامات وأنه يدفع ثمن لكونه نجلًا للشهيد أبو صبيح.
وكان الشهيد أبو صبيح ارتقى بعد تنفيذه عملية فدائية بالقدس المحتلة أدت لمقتل جندييْن للاحتلال في حين أصاب 8 آخرين، في واحدة من أقوى عمليات "انتفاضة القدس".
وهذا هو الاعتقال الثاني لـ"صبيح" على التهمة ذاتها حيث سبق أن اعتقل هو وشقيقه "عز الدين" في عام 2017م، حيث قضى ثمانية شهور في حين أمضى "عز الدين" 13 شهرًا.
وأعربت زوجة الشهيد أبو صبيح عن خشيتها من تضرر صحة نجلها من جراء خوضه الإضراب حيث سبق أن عانى والده في أثناء اعتقاله سابقًا لدى قوات الاحتلال حيث ظلّ يعاني آثار الإضراب حتى استشهاده، قائلة: "أتمنى أن يحققوا مطالبهم بأسرع ما يمكن ، فالإضراب بحد ذاته مسألة حياة أو موت".
الكرامة فوق كل شيء
وتبين زوجة "أبو صبيح" أن معاملة الاحتلال السيئة للأسرى تستدعي خوضهم إضرابًا للدفاع عن حقوقهم حيث يعانون هناك معاناة كبيرة، مضيفة: "هم يرفضون الذل والإهانة، فالكرامة فوق كل شيء، والاحتلال يحاول كسرها بممارساته خاصة التفتيش المهين الذي يتعرضون له في أثناء نقلهم بالبوسطة بين المحاكم.
وتتابع: "الاحتلال الآن سيقوم بإجراءات انتقامية ضدهم، ويلجأ للإكثار من تنقلاتهم بين السجون والمحاكم عبر البوسطة في محاولة لكسر إرادتهم، الأمر الذي يجعلنا قلقين عليهم في ظل عدم قدرتنا على معرفة أخبارهم أو التواصل معهم".
وتسرد أيضًا: "نحن كأهل نعاني معاناة شديدة في أثناء زيارة أبنائنا حتى أنني في آخر زيارة لصبيح عدتُ لمنزلي في الثامنة مساءً بعد رحلة مرهقة ومذلة، كما أنه لا يسمح لنا بزيارتهم سوى مرة واحدة في الشهر".
وتشير إلى أن آخر زيارة لها لنجلها كانت قبل شهر ونصف حيث منعت سلطات الاحتلال زيارات "أقسام حماس" في محاولة منها للضغط عليهم ومنعهم من خوض الإضراب.
ولم يكن الأبناء المستهدف الوحيد من العائلة بالاعتقال فقد اعتقل صهرهم رامي الفاخوري لعلاقته بالعائلة إداريًّا حيث يقضي حكمًا بالسجن ستة أشهر، حيث تؤكد أن ذلك لن يقلل من ثبات العائلة وصمودها بالقدس المحتلة.
وتشير إلى أن الاعتقالات ليست المضايقة الوحيدة التي يتعرضون لها، فالاحتلال يرفض إصدار هوية مقدسية لابنها "محمد" فيما يرفض تجديد هوية الأسير المحرر "عز الدين" رغم تدخل مؤسسات حقوق الإنسان مما يعرضه لمعاناة شديدة على معبر قلنديا الذي يصل بين كفر عقب -حيث يقيم- والقدس المحتلة.
كما أن الاحتلال ما زال يحتجز جثمان الشهيد "أبو صبيح" مطالبًا العائلة بدفع "تعويض" قيمته "4 ملايين و37 ألف شيكل" ، في حين هدم منزل الشهيد عقب استشهاده في عام 2016.