كتب د.ناصر اللحام تعقيبا على نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلية مقالا جاء فيه : في حال شكل نتنياهو الحكومة القادمة يكون أمام الرئيس "أبو مازن" _بعد استبعاد خيار العودة للكفاح المسلح _ احتمالان فقط؛ إما الانتظار والمزيد من الانتظار حتى تحدث معجزة، أو أن يطالب الفلسطينيون في "الضفة الغربية" بالمساواة في الحقوق كما تفعل القائمة العربية المشتركة داخل الخط الأخضر، أما د.صائب عريقات فيقول إن الشعب الإسرائيلي أسقط حل الدولتين، حيث إن 102 من أعضاء الكنيست ضد حل الدولتين و 18 من الأعضاء فقط معه.
الانتظار والمزيد من الانتظار يعنيان فرصة ذهبية للكيان الإسرائيلي لتثبيت نفسه في الضفة والقدس، فهذا ليس خيارا للفلسطينيين، فضلا عن أن يكون خيارا لقيادة ليس لديها الكثير من المتسع في الحياة السياسية، أما مطالبة الفلسطينيين بالمساواة في الحقوق مع الإسرائيليين فهذا تنازل عما بقي من الوطن بعد اتفاقية أوسلو، وقبول بشرعية الاحتلال على جميع فلسطين باستثناء غزة التي لم يأتِ اللحام على ذكرها إن كان عمدا أو سهوا، والمطالبة بالمساواة في الحقوق اعتراف بأن العدو هو من يحدد للفلسطيني حقوقه، وهذا تفكير بائس ومرفوض حتى لو كان الهدف " إحراج " العدو الإسرائيلي.
أما قول عريقات إن الغالبية العظمى داخل الكيان الإسرائيلي_تكاد تصل حد الإجماع _ ترفض حل الدولتين، فهذا دليل جديد على أن أوسلو قد سقطت دون أمل في العودة، ولذلك لا بد لمنظمة التحرير أن تصحو من غفلتها وأن تتوقف عن ملاحقة السراب ولن تحدث معجزة كما يأمل د.ناصر اللحام.
الشعب الفلسطيني بغالبيته الساحقة يرفض حل الدولتين، وهذا لا يعني أن شعبنا يتساوق مع الإسرائيليين، ولكنه يفيد بأن صراعنا معهم عقائدي، هم يدعون أنه لا مكان لنا على هذه الأرض ويعملون على طردنا من فلسطين، ونحن نعتقد اعتقادا جازما أنهم إلى زوال، وحقنا في فلسطين من البحر إلى النهر ليس محل شك حتى نناقشه، ومن هذا الواقع على منظمة التحرير أن تنطلق في تحديد خياراتها، وأنصحها أن تبدأ بالموافقة على المصالحة وتنفيذ الاستحقاقات الداخلية، وبعدها يمكن للكل الفلسطيني التوافق على خطة لمواجهة العدو الإسرائيلي وكل من يتآمر معه من عرب وعجم.