فلسطين أون لاين

أبو مرزوق: تخيلوا الضفة الغربية دون تنسيق أمني وكتائب القسام ستفاجئ الجميع!

...
موسى أبو مرزوق

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مزروق يوم الثلاثاء، أن من شأن توقف التنسيق الأمني الذي تؤديه الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية أن يدفع ذلك سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتفكيك الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، مشدداً أنه لولا التنسيق الأمني لتفاجأ الجميع من فعل المقاومة في الضفة الغربية.

وقال أبو مرزوق في حوار مع منصة "ميدان" التابعة لقناة الجزيرة: "لو توقف التنسيق الأمني ولو فترة وجيزة سنرى شعبنا ومقاومته وخياراته، وسنرى أن تمدد الاستيطان يتوقف وبعضه يبدأ بالتفكك وأن الاحتلال سيرحل بالمقاومة".

وأضاف: "أما التفاوض واستجداء الاحتلال لترك الأرض لتشكيل دولة فهذا حلم لن يتحقق في ظل سياسات السلطة".

وجدد الرئيس محمود عباس اليوم، دعوته دولة الاحتلال للعودة للمفاوضات التي توقفت عام 2014 بسبب رفض سلطات الاحتلال وقف الاستيطان.

وقال عباس خلال افتتاح قسم علاج أمراض الدم والأورام في المستشفى الاستشاري العربي، في رام الله: "ليفهموا أن السلام مصلحة لنا ولهم وللعالم أجمع، وبالتالي ليأتوا الى طاولة المفاوضات، وأيدينا دائماً ممدودة للمفاوضات".

وأوضح أبو مرزوق أن التنسيق الأمني هو الأساس في منع العمليات التي تواجه الاحتلال، وهذا موضع فخر الرئاسة الفلسطينية والأجهزة الأمنية، ولو توقف التنسيق الأمني ولو فترة وجيزة سنرى شعبنا ومقاومته وخياراته.

وأكد أن المقاومة الفلسطينية وُلدت من رحم القاعدة الشعبية، وهي سلاحنا الاستراتيجي الذي لا نتخلى عنه، ولا يمكن بحال أن تتواجه المقاومة مع القاعدة الشعبية.

وبين أن ما يميز تلك المقاومة أنها ليست مقاومة شريحة من شعبنا، وإنما متجذرة ويعمل بها جميع مكونات المجتمع كلٌّ في مجاله وفي تكامل فريد.

وأضاف: "الاحتلال بطبعه عدواني ويمارس القهر على الشعب الفلسطيني، ونحن لسنا مُسعّري حرب، ونريد لشعبنا أن يحقق أهدافه بالتحرر والانعتاق من الاحتلال بأقل تضحية ممكنة، وبدونها إن أمكن".

وأوضح أن "جميع الحروب التي شنها جيش الاحتلال على غزّة لم نبادر بها، ونحن ضحية احتلال إحلالي مارس الإبادة الجماعية بحقنا والتطهير العرقي بحق شعبنا، وقاومنا بكل ما نملك دفاعا عن حقوقنا ونيابة عن الأمتين العربية والإسلامية".

وأكد بالقول: "نحن مقاومة عاقلة، ترى المصلحة الدقيقة لشعبنا وتنحاز إليها في ظل تعقيد المشهد وتداخل المتغيرات وسيولة المواقف والانقسامات الداخلية والبينية في منظومتنا الوطنية وفي أمتنا العربية والإسلامية".

وأضاف: "وبتقدير دقيق أيضا للمشهد الداخلي الإسرائيلي، وفي هذا السياق لن نسعى لحرب، ولكن إذا ما فُرضت علينا فسنقاتل بكل بسالة، وقد رأى الاحتلال الإسرائيلي جزءا من حجم التطور الهائل في القدرة الصاروخية للمقاومة، وهذا على صعيد القوة الصاروخية فقط، وعندنا من الرجال من جرّبهم الاحتلال، وأساءوا وجهه، وقتلوا منهم العشرات وجرحوا أضعاف ذلك ولم يستطيعوا التقدم خطوة في داخل القطاع، وكان الشعب إلى جوارهم، وظننا في شعبنا كبير، وثقتنا بمقاومتنا عظيمة".

وحول التهدئة مع الاحتلال، ذكر أبو مرزوق أنه "طالما هذه التهدئة تصب في صالح المواطن الفلسطيني ولا تمس ثوابت القضية الفلسطينية أو حقوقنا الوطنية وحقنا في مراكمة القوّة فإننا منفتحون على هذه التهدئة".

وأضاف: "نحن ندور حيث تدور مصلحة قضيتنا وشعبنا، ونحن نبذل قصارى جهدنا لنكون على جاهزية للتعامل مع أي سيناريو محتمل، مع التأكيد أننا لا نرغب بالتصعيد العسكري وجاهزون له إن وقع".

ونوه إلى أنه "لا نستبعد أن الاحتلال يريد أن يمرر هذه الفترة وصولا للانتخابات حيث إنه لا يريد تأجيلها، ولأسباب متعلقة بنتنياهو نفسه حيث إنه الآن في أحسن أحواله من تأييد أميركي واضح، وحملة التطبيع في المنطقة والعلاقات السرية والعلنية مع بعض العرب والكيان في أحسن أحواله".

وأوضح قائلًا: "عهدنا مع هؤلاء أنهم كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم، ولذلك نتوقع منهم الحرب، وتشير بعض التقديرات إلى احتمالية وقوعها في الصيف، ونحن مهما كانت السيناريوهات ستبقى المقاومة بكافة أشكالها وأحوالها وظروفها هي الإرادة الفاعلة لتحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة".

وأضاف أبو مرزوق: "نحن في قيادة حركة حماس نُريد لجهود الوساطة أن تؤتي ثمارها ويشعر بها المواطن الفلسطيني في قطاع غزّة، وقد سارت التفاهمات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في عدّة مسارات أممية وإقليمية، وهي ما زالت مستمرة".

وبين أن البعض يُقلل من هذه الإنجازات تبهيتا لها وكأنها لا تغير واقعا عبر وسائل مختلفة، ولهم نقول إن قطاع الصيد مصدر أساسي للمواطنين في قطاع غزة عبر عقود من الزمن، وإننا لم ننس أي قطاع من أبناء شعبنا.

ولفت إلى أنه جار الدفع باتجاه المعالجات طويلة الأمد ولا سيما وحدة الضفة والقطاع بسلطة واحدة وقيادة واحدة عبر شراكة وطنية وخيارات شعبية، لا عبر إلحاق غزة بالضفة، ولا عبر إلحاق الضفة بغزة، وعبر الحوار والشراكة، لا عبر الضغوط والعقوبات.