فلسطين أون لاين

​شهدت أدوات ووسائل إبداعية

مسيرات العودة.. عام من النضال الشعبي المتجدد

...
الناشط الشبابي في مسيرات العودة موسى عليان من شمال قطاع غزة
غزة/ خضر عبد العال:

أضافت مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة إلى النضال الفلسطيني طابع الثورة الشعبية التي كانت سائدة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، باتباع أدوات ووسائل نضالية سلمية.

ووحدت المسيرات الكل الفلسطيني تحت علم فلسطين، فلا تكاد تخلو نقطة تجمع للمتظاهرين في مخيمات العودة الخمسة على الحدود الشرقية للقطاع، من شباب ملتف بالعلم الفلسطيني ويقذف جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودين خلف السياج الزائل بالحجارة سواء باليد المجردة أو بواسطة مقلاع أو "شُديدة".

موسى عليان (24 عامًا) أحد النشطاء في مخيم العودة شمال القطاع (أبو صفية) يروى لصحيفة "فلسطين" ما عايشه خلال عام كامل من المشاركة في المسيرات، وقال: "منذ بداية المسيرات كان الشباب الثائر عنصرًا أساسيًا فاعلًا فيها، حيث أحيا أدوات النضال الشعبي مجددًا والتي سمع عنها من الآباء والأجداد".

عليان الذي ولد بعد انتهاء الانتفاضة الأولى بعامين، أكد أن الأدوات السلمية التي استخدمها الشباب الثائر هي ذات الأدوات التي استخدمها الفلسطينيون في الانتفاضة الأولى عام 1987 بدءًا من الحجارة والمقلاع والمولوتوف والكوشوك، بل إن الشباب الثائر أبدع في ابتكار أدوات جديدة قضت مضاجع الاحتلال.

وأشعل الشبان الكوشوك وأطلقوا اسمه على الجمعة الثانية في 6 إبريل/نيسان الماضي، بهدف حماية المتظاهرين السلميين من قناصة الاحتلال المنتشرة خلف السواتر الرملية بعد السياج الزائل.

واستخدم المتظاهرين كذلك الحجارة والمقلاع في المواجهات مع جنود الاحتلال كنوع من الاحتجاج السلمي، ومع تصاعد وتيرة الموجهات بين الاحتلال والشباب الثائر، ابتكر الأخير أدوات ووسائل سلمية جديدة، مثل الطائرات الورقية الحارقة.

والطائرات الورقية وسيلة تندرج ضمن أعمال وحدة تطلق على نفسها اسم "أبناء الزواري"، حيث صنّعت آلاف الطائرات الورقية المذيلة بمشاعل نارية لإحداث حرائق في مزارع المستوطنات المحاذية لغزة للضغط على الاحتلال ومستوطنيه من أجل فك حصار غزة.

وعندما وجد الشباب الثائر أن الطائرات تصل لمسافة معينة، استعاض عنها بوسيلة جديدة، وهي البالونات الحارقة، لتوسيع بقعة الحرائق التي تحدثها هذه الأدوات السلمية، وفقًا لعليان.

ولفت الناشط عليان إلى أن الاحتلال ماطل في الاستجابة لمطالب الشباب الثائر، فأوجد الأخير وسيلة جديدة لتشكل ضغطًا أكبر على الاحتلال وهي الإرباك الليلي.

ونبّه إلى أن الغالبية العظمى من الشبان المشاركين هم خريجو جامعات أنهوا دراستهم ولم يجدوا فرص عمل بسبب الحصار الخانق الذي تعيشه غزة منذ أكثر من 12 عامًا، والذي أصاب كل مناحي الحياة بالشلل.

وبالعودة للإرباك الليلي، فهو عبارة عن فعاليات ينفذها الشباب الثائر في ساعات الليل على حدود القطاع ويتخللها تشغيل لصفارات الإنذار عبر مكبرات الصوت، وإشعال الألعاب النارية، والمفرقعات الصوتية، وبعض الأدوات القتالية البدائية مثل المولوتوف وغيره.

ولفت عليّان إلى أن هذه الأدوات السلمية حققت نتيجة ممتازة في رضوخ الاحتلال الذي اضطر للاستجابة لبعض مطالب الشباب الثائر التي أسهمت في تخفيف الحصار من إدخال المنحة القطرية وزيادة ساعات وصل الكهرباء، قبل التنصل من التفاهمات والاتفاقية التي كانت برعاية مصرية.

وجدد تأكيده أن الشبان مستمرون في مشاركاتهم وإبداعاتهم في المواجهات الأسبوعية مع الاحتلال حتى تحقيق أهداف المسيرات بكسر الحصار والعودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948.

وختم حديثه بالقول: "هذه رسالة يجب على الجميع فهمها، تنصل الاحتلال من مطالب الشعب الفلسطيني ليس في صالحه، ولن يجني إلا زيادة في إبداعات المواجهة السلمية من المتظاهرين، والوسائل التي سيستخدمها الشبان في العام الجديد لمسيرات العودة لن يتوقعها صديق ولا عدو".