البيئة والموانع التي اعتمدتها حركة حماس في عدم مفاوضة العدو الصهيوني ورفض الجلوس معه مباشرة ما زالت قائمة بل بالعكس تعمقت وأصبحت أقوى والرفض أجدى وأنفع للفلسطينيين، وتجربة حركة فتح ماثلة أمامنا بكل ما تحمله من آثار، وعليه لا تغيير على موقف الحركة مطلقًا بهذا الخصوص، وكل ما يتم تداوله ونشره ما هو إلا إعلام مضاد ومعاد للحركة والفلسطينيين وقضيتهم بعيد عن الشرف والفروسية لا سيما انه لا يقتصر على الجانب السياسي ليصل لعصب الشعب ورواد القضية الأسرى وترويج أخبار عنهم مفادها أنهم اتفقوا مع مديرية السجون تارة وهو ما لم يحصل أبدًا وتارة أخرى نشر أخبار كاذبة أن حركة حماس توقع على اتفاق تبادل مع الاحتلال يؤثر في أهالي الأسرى وعوائلهم وحجم التضامن معهم.
والمصدر واحد والهدف واحد والنتيجة واحدة للأسف.
ولو افترضنا أن فتح أعلنت إعادة تفعيل الكفاح المسلح ضد الاحتلال لاعتبرنا ذلك معقولًا قراءةً للواقع وما يتم على الأرض.
في المقابل صعب للغاية نظرًا لطبيعة الحركة وتركيبتها في الوقت الحاضر، واستعداد قيادتها الأولى لتحمل تبعيات هذا القرار.
ولو افترضنا أن حماس فاوضت (إسرائيل) لاستغربنا ذلك سياسيًّا ومن خلال ما يجري في الواقع، وحسب تركيبة الحركة في كل المستويات من الجندي حتى القائد.
فالمفاوضات ثبت أنها أقرت بحيفا وغيرها من المدن لـ(إسرائيل) مقابل نابلس وغزة وباقي المدن التي لم تعود للفلسطينيين، فخسرنا كل شيء و(إسرائيل) ربحت كل شيء، فكيف لنا كفلسطينيين إذا أخطأ منا فصيل وتبين ذلك بشكل واضح لا لَبْس فيه يسقط كل الفلسطينيين في ذات الفخ ويدفعون نفس الثمن دون أن يعيدوا حقًا واحدًا من الوطن، فالمنطق عمل مشترك وإدارة الصراع تحت سقف المقاومة بين كل الفصائل من أجل حماية الوطن في هذه المرحلة الخطيرة.