قال السيد جمال محيسن القيادي في حركة فتح وعضو اللجنة المركزية للحركة بأن "القيادة" تتخذ قرارات منفردة ودون الرجوع إلى اللجنة المركزية لحركة فتح، بل وربما قد تكون عكس القرارات التي تتخذها اللجنة المركزية، والأمر ذاته يعانيه المجلس الثوري لحركة فتح، وصرح أيضا بأن المجلس المركزي لمنظمة التحرير يعاني المشكلة ذاتها، وأضاف محيسن بأنه لا يشعر بفرق بين أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وأي شخص من الشارع فيما يتعلق باتخاذ القرارات.
باعتقادي أن تصريحات جمال محيسن كانت خطيرة جدًّا، ولكن الاهتمام الإعلامي تركز على الجزء غير المهم من حديثه والذي يظهر وجود خلافات بينه أو بين اللجنة المركزية مع الرئاسة، وأنا أعدُّ أن هذه الجزئية أمرًا داخليًّا لا علاقة لمن هم خارج حركة "فتح" به طالما لم تظهر آثاره في الشارع.
الأمر الأكثر أهمية هو حديثه عن المجلس المركزي لمنظمة التحرير، هذا المجلس الذي تتخذ باسمه كل القرارات المهمة والبعض يعتبره البديل عن المجلس التشريعي بعد قرار حله، ثم نكتشف فجأة باعتراف صريح من قيادي بوزن السيد جمال محيسن أن المجلس المركزي مجرد واجهة ولا علاقة له بما يحدث على أرض الواقع، هذا هو أخطر ما جاء في كلام محيسن، وهذا ما يجب التأكد منه ونقاشه بين كل الفصائل الفلسطينية، وعلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية -وخاصة الجبهتين الشعبية والديمقراطية- أن تبين ما هو دورها في المنظمة إلى جانب مشاركتها في المناكفات الداخلية. على تلك الفصائل أن توضح لنا كيف تكون المنظمة ممثلًا شرعيًّا ووحيدًا للشعب الفلسطيني ولجنتها المركزية مشلولة؟
نحن نريد أن يكون للشعب الفلسطيني منظمة تجمع شتاته وتوحده وتمثله تمثيلًا حقيقيًّا، ومنظمة التحرير الفلسطينية منظمة قائمة ولها تاريخها ولا ننكر ذلك، ولكنها بشكلها الحالي لا تصلح لتمثيل الشعب الفلسطيني كله، ولا بد من إعادة تأهيلها حسب اتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني، وعندما يتم ذلك ستكون منظمة التحرير ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني، لن يقدسها الشعب ولكن سيمنحها ثقته طالما التزمت بالثوابت والتمسك بالحقوق وقامت بواجبها تجاه القضية والمصالح العليا للشعب الفلسطيني.