فلسطين أون لاين

من اللقاء الأول لهنية مع الكتّاب

كان أمس يوما جيدا. أمس التقى السيد إسماعيل هنية رئيس حركة حماس بالكتاب وبعض الإعلاميين. اللقاء أعده مكتب إسماعيل هنية في صالة فندق الكوميدور. امتد اللقاء من الساعة الحادية عشرة والنصف، وحتى الثانية والنصف، حيث التقى بعده السيد هنية بقيادة المستشفى الهاشمي الأردني، تلبية لدعوة خاصة.

في الكوميدور استمع الكتاب لشرح مفصل لرؤية حماس وموقفها من الأحداث، حيث غطى اللقاء أحداثًا كثيرة، وسياسات الحركة، ومنها حراك (بدنا نعيش)، وآلية تعامل الشرطة والحركة مع الحراك، وما وقع فيه من تجاوزات غير مقصودة، وكان هنية رجلا كبيرا عندما قدم اعتذاره العلني للشعب عن بعض تجاوزات الشرطة، ووعد بمتابعة الإجراءات اللازمة لعدم تكرار هذه التجاوزات، وهنا وقف جميع الحضور مصفقين للرجل، قائلين له إن الكبار هم من يقفون مع الشعب ولا يتجاوزونه، ويعتذرون له عند الخطأ. كل التحية للنفوس الكبيرة.

وإذا كانت النفوس كبارًا ... تعبت في مرادها الأجسام

نعم لقد أوضح هنية ماهية الحراك، وأهدافه، وماذا يريد منه من يقفون خلفه، ولماذا في هذا التوقيت؟! وأكد وجود وثائق طازجة في حوزة الحركة والأجهزة الأمنية، تدين الأصابع الخارجية، وغايتها، مبينا أن حماس وفصائل المقاومة سبقت هذا الحراك بمسافة بعيدة وهي تطالب بالشعار نفسه (بدنا نعيش)، حيث انطلقت مسيرات العودة الكبرى نحو العدو بهذا الشعار، الذي يتحقق برفع الحصار، وإطلاق يد المال في إقامة المشاريع، وحلّ أزمة البطالة والخريجين.

إن مقاومة العدو، من خلال المقاومة الشعبية السلمية، ومن خلال المقاومة المسلحة، بحسب هنية، يهدفان إلى المطالبة بحق سكان غزة في العيش الكريم، والحرية، وهي مقاومة مستمرة حتى تحصل غزة على أهدافها، وإن تفاهمات التهدئة التي رعتها مصر مؤخرا تصب في اتجاه الكرامة والعيش، ورفع الحصار.

إن دور مصر في إنجاز هذه التفاهمات، بالتعاون مع الأمم المتحدة، دور مقدر بحسب قول هنية، وما كان لهذه التفاهمات أن تصل فيها الأطراف إلى نقطة اتفاق دون الرعاية المصرية التي قادها قادة جهاز المخابرات العامة في مصر. وقد كان لقطر أيضا دور مهم وموازٍ في إنجاز هذه التفاهمات، وفي تمويل مكونات الحلّ كالمشاريع، وتشغيل الأيدي العاملة، وهذا استوجب من رئيس حركة حماس تقديم الشكر الكبير لكل من مصر العربية وقطر والأمم المتحدة.

هذا وقد تناول اللقاء قضايا عديدة أخرى في الرؤية والواقع قد نعرض لها لاحقا في مقالات أخرى، كما تضمن سماعا لمداخلات الكتاب وانتقاداتهم، وقد أحسن قائد الحركة الذي استجاب لطلبهم بعقد لقاءات شهرية مع الكتاب والنخب لإطلاعهم على آخر المستجدات، ومحاوراتهم في مشاكل غزة وأزماتها، والطريق الذي تسير فيه. وفي الختام شكر هنية الكتاب والحضور، وأثنى الكتاب على هذا اللقاء الأخوي المسؤول.

(يتبع).