تشتد الهجمة الصهيونية شراسة وضراوة على أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، الذين يعيشون الآلام والمعاناة اليومية في زنازين الاحتلال، إذ يواجه أسرانا البواسل في هذا السجن (النقب) جرائم الاحتلال التي تستهدف قتل الأسرى بكل عزيمة وصلابة، وقد تكررت على مدى الأيام الماضية الاقتحامات المتواصلة لهذا السجن، وسحب إنجازات الأسرى، وتحويل الكثير منهم إلى العزل الانفرادي، والاعتداءات عليهم في منتصف الليل.
إن أسرانا البواسل في هذا السجون يواجهون الأمراض العاتية وظروف الطقس والأجواء الباردة، وإن أقسام السجن وغرف زنازينه لا ترى الشمس ولا الهواء، لكن العزيمة التي يتسلح بها أسرانا هي أقوى من آلام ومعاناة السجن وأيام الأسر.
إن مواصلة الاحتلال اقتحام سجن النقب والاعتداء على أسرانا لهي جريمة بحق الإنسان، إذ يعتدى على أسرى عزل وتستدعى قوات خاصة بمدججة بالسلاح لاقتحام غرفهم، ماذا يعني ذلك في عرف المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان؟!
الأحداث الأخيرة التي استهدفت سجن النقب الذي يقبع فيه نحو (1300) أسير أدت إلى إصابة 15 أسيرًا، 3 منهم في حالة حرجة، أجلي 12 من الأسرى على متن مروحية إلى مستشفى (سوروكا) الصهيوني، حسب إفادة مصادر هيئة الأسرى ومراكز المعلومات، حتى كتابة المقال.
إن المواجهات في سجن النقب ليست وليدة اللحظة بل هي منذ قرابة شهر، إذ وضعت سلطات السجون أجهزة تشويش في محيط مجموعة من أقسام الأسرى.
سجون الاحتلال مقابر جماعية يحرق فيها أسرانا البواسل في كل ساعة؛ فأسرانا يقبعون في سجون وأقبية وزنازين سيئة جدًّا، ويحيون في ظروف اعتقالية صعبة، ويعاملون بإذلال واحتقار وعدم احترام لحقوق الإنسان وكرامة العيش الآدمي، حتى القوانين والمعاهدات التي نصت عليها الشرائع والمنظمات الأممية يرفض الاحتلال التعامل بها أو الاعتراف بها في سجونه.
ويعذب أسرى فلسطين البواسل بأساليب التعذيب الجسدي والنفسي كافة، بهدف إذلالهم وتحطيم معنوياتهم داخل أقبية السجون والزنازين الإسرائيلية.
إن المسؤولين في الكيان -وعلى رأسهم رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو)- يؤيدون ما يجري من جرائم داخل السجون؛ فقد صرح مكتب (نتنياهو) أنه يؤيد الإجراءات التي تقوم بها إدارة السجون من اقتحامات استفزازية لغرف الأسرى، فضلًا عن أن المسؤولين الصهاينة يدعمون جرائم الاحتلال بالسجون، ويؤيدون إعدام الأسرى والتخلص منهم.
وقد كشفت الصحافة العبرية سابقًا النقاب عن خطة جديدة لوزير الأمن الداخلي في الكيان جلعاد أردان، تهدف إلى تشديد ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إذ يواصل الوزير الصهيوني (أردان)تطبيق خطة تشديد ظروف الاعتقال بحقهم، وأوصت اللجنة بتشديد ظروف الاعتقال اليومية، وتقليص الزيارات العائلية لأسرى الضفة، ومنع زيارات أسرى غزة، ومنع اشتراء المنتجات الغذائية من خارج السجن، ومنع الأسرى من الاشتراء من مقصف السجن.
وتفيد المراكز الحقوقية أنه يقبع في سجون الاحتلال قرابة 6500 أسير فلسطيني، منهم 1800 مريض، موزعين على 22 سجنًا ومركز تحقيق وتوقيف، حيث يحتجزون في ظروف صعبة جدًّا، منهم 62 أسيرة، منهن فتيات قصّر، ويصل عدد الأطفال الأسرى إلى نحو 350 طفلًا يقبعون في سجني مجدو وعوفر، وبلغ عدد الأسرى الإداريين بلا تهمة 500 أسير، والعدد في زيادة، إضافة إلى ستة نواب بالمجلس التشريعي.
يجب على أبناء أمتنا العربية والإسلامية الوقوف بجانب أسرانا، وتفعيل قضاياهم إعلاميًّا وأمميًّا، والمطلوب من الهيئات العربية ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية التحرك، ولابد من تفعيل البرلمان العربية بخصوص ما يحدث من جرائم بحق أسرانا البواسل داخل السجون الصهيونية.