فلسطين أون لاين

هل تقطع المقالب العلاقة بين الأصدقاء؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ هدى الدلو:

في أغلب الأحيان تكون مقالب الأصدقاء بدافع الضحك والمزاح، وخلق جو من المرح والتسلية بينهم، إلى جانب تعزيز أواصر العلاقة، ولكن في بعض الأحيان ينقلب السحر على الساحر، فتكون بدافع السخرية أو الاستهزاء، ما ينذر بنهاية مأسوية لعلاقة الأصدقاء، فكيف التعامل مع مقالب الأصدقاء؟

الاختصاصية النفسية تحرير أبو شرار قالت: "المقالب في إطارها العام أحد أساليب المرح والفكاهة بين الأصدقاء، ولكن يجب ألا تتسبب في إحراج أو إغضاب أحد، وإلا فستؤدي إلى مشاكل وسوء فهم بينهم".

وأضافت: "في بعض الأحيان قد ينفذ الأصدقاء مقالب والشخص في أسوأ حالاته النفسية والمزاجية، ما يتسبب بالضيق وتعكير المزاج، وسوء الحالة النفسية أكثر، وبذلك يكون قد خرج المقلب من كونه وسيلة للضحك والمزاح وتقوية العلاقة إلى تقطيع روابطها".

وأوضحت أبو شرار أن توقيت تنفيذ المقلب مهم، وأنه لو كان في أوقات متباعدة يكون هدفه المرح والتسلية، أما إذا كان كل يوم وكل لحظة فهنا يفقد متعته، ويكون مؤشرًا على تدهور العلاقة، مشيرة إلى أن هناك أشخاصًا يعشقون تدبير المقالب للآخرين، لأن الطرف الآخر يصدق أصدقاءه بسرعة، ويسهل استثارته، أي بالعامية يكون "نكشة راس".

وبينت أنه في حال كانت العلاقة بين الأصدقاء قائمة على الحب والألفة والثقة والتقبل والتسامح فإنها لا تتأثر ولا تتزعزع، أما لو كانت علاقة يسودها عدم الحب وعلاقة صداقة مؤقتة فإن المقالب يمكن أن تنهي الصداقة بينهم.

ولفتت أبو شرار إلى أن بعض المقالب تنادي بحدوث مشاكل، خاصة التي تسبب ضررًا للآخرين، فنوع المقلب وحدته هما الفاصل الأساسي لاستمرار أو انتهاء العلاقة بين الأصدقاء، فمثلًا هناك مقالب تحدث تلقائيًّا وارتجالية، وفي وقتها يُعرف أنه مقلب، ولكن الاستمرار في المقلب قد يؤثر سلبًا على من قصد فيه.

وتابعت حديثها: "أحيانًا تقاس درجة العلاقة بمدى تقبل الصديق المقلب، وبه يميز الصديق الحقيقي من المزيف، إلى جانب أنه على منفذ المقلب اختيار الوقت المناسب؛ فلا يتسبب له بإحراج أمام الآخرين".

وعند حدوث المقلب يمكن التعامل معه بعدم الضحك عليه، أو إظهار أي تعبير، كالضيق الشديد، والصراخ؛ حتى لا يشعر منفذوه بأنهم وصلوا إلى مرادهم، ويمكن التحدث إليهم بعقلانية، والتقليل من شأن المقالب التي ينفذونها، وعند اللزوم يمكن أن يتخذ موقفًا صارمًا من أصدقائه، وفق قولها.

ونبهت أبو شرار إلى أنه لابد من معرفة الاستعداد النفسي للأصدقاء لتقبل المقالب، لأن بعض المقالب القوية يمكن أن تؤدي إلى حدوث صدمة، فلابد من البعد عن المقالب التي تؤثر سلبًا على نفسية متلقي المقلب.