فلسطين أون لاين

​15عاماً على استشهاد "شيخ الأمة" أحمد ياسين

...
غزة/ نور الدين صالح:

تمر اليوم، الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد مؤسس حركة المقاومة الاسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين الملقب بـ "شيخ الأمة"، الذي اغتالته طائرات الاحتلال الإسرائيلي عام 2004.

وولد الشيخ أحمد ياسين عام 1938 في قرية الجورة، وتعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاماً، رافقه حتى استشهاده، لكنّه لم ينَل من شخصيته وعزيمته التي سخّرها لخدمة القضية الفلسطينية.

وكان يعاني كذلك من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد مخابرات الاحتلال في فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض.

وفي عام 1968م اختير الشيخ أحمد ياسين لقيادة حماس في فلسطين؛ فبدأ ببناء جسم الحركة، ثم أسس مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين تنظيماً إسلامياً أطلق عليه اسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة عام 1987، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك، والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد.

رحلة الاعتقال

في عام 1983، اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ بتهمة حيازة السلاح، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة الكيان من الوجود.

وأصدرت محكمة الاحتلال العسكرية حكماً بالسجن 13 عاماً، على الشيخ ياسين، فيما جرى الإفراج عنه بعد عامين، ضمن عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية.

في الثامن عشر من مايو 1989، اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ ياسين مع المئات من أبناء حركة حماس في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء.

وفي 16 أكتوبر 1991 أصدرت إحدى محاكم الاحتلال العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة، إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين، وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

وفي عملية تبادل أخرى في أكتوبر 1997 جرت بين الأردن والاحتلال في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان آنذاك، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لكيان الاحتلال مقابل إطلاق سراح الشيخ ياسين، أفرج عنه وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ.

محاولات الاغتيال

عمل الشيخ على إعادة تنظيم صفوف حركة حماس من جديد عقب تفكيك بنى الحركة من أجهزة أمن السلطة، وشهدت علاقته بالسلطة الفلسطينية فترات مد وجزر، حيث وصلت الأمور أحيانا إلى فرض الإقامة الجبرية عليه وقطع الاتصالات عنه.

وفي شهر مايو عام 1998، أجرى الشيخ ياسين حملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج؛ نجح خلالها في جمع مساعدات معنوية ومادية كبيرة للحركة؛ فأثار كيان الاحتلال آنذاك حيث اتخذت أجهزة استخبارات الاحتلال سلسلة قرارات تجاه ما وصفته "بحملة التحريض ضد كيان الاحتلال في الخارج".

وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في سبتمبر عام 2003، عندما كان في إحدى الشقق بغزة وبرفقته رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حيث استهدفه صاروخ أطلقته طائرات حربية على المبنى السكني الذي كان يتواجد فيه، ما أدى إلى جرحه هو و15 من الفلسطينيين، ووصفت جروحه آنذاك بالمتوسطة.

واستشهد فجر يوم الاثنين الموافق 22 مارس 2004، أثناء عودته من صلاة الفجر، حيث استهدفته مروحية صهيونية بثلاثة صواريخ، فنال الشيخ أمنيته الغالية في الحياة، وهي الشهادة، بعد سنوات طويلة في الجهاد والنضال والدفاع عن فلسطين والقدس والأقصى.