فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​في قطاع غزة الذي يشهد تدهورًا اقتصاديًّا

في يوم الزفاف.. تكلفة كوافيرة العروس أضعاف تكلفة حلاقة العِرسان

...
موضوع حلاق العريس ليس أمراً كبيراً لدى العريس
غزة/ صفاء عاشور:

في الوقت الذي يدفع فيه العريس يوم زفافه ما بين 20-50 شيكلاً للحلاق مقابل حلاقة الشعر والذقن، تدفع العروس ما لا يقل عن 400 شيكل للكوافيرة لوضع اللمسات الجمالية لليلة العمر، في مفارقة باتت تشكل أحد الأعباء المالية للمقبلين على الزواج في قطاع غزة.

المبلغ البسيط الذي يدفعه العريس للحلاق الخاص به يدفع أضعافه لصاحبة محل الكوافير الذي ذهبت إليه عروسته للاستعداد للفرح. مبلغ يجعل الشاب يضرب أخماساً بأسداس لارتفاعه، لكنه مجبر على تسديده كاملاً.

الشاب سعيد حسان (25 عامًا)، يستعد لزفافه بعد أسبوعين، وهو يحاول أن يسابق الريح للانتهاء من تجهيزات العرس والتشطيبات النهائية الخاصة بسهرة الشباب، والغذاء بالإضافة إلى تأجير صالة الفرح.

وقال حسان لصحيفة "فلسطين": إن "موضوع حلاق العريس ليس أمراً كبيراً لدى العريس فهناك ما هو أهم من ذلك خاصة عند الحديث عن الجانب المالي"، لافتاً إلى أنه اختار الحلاق الخاص به، الذي كان يعتمده في السنوات الماضية لحلاقة شعره.

وأضاف: "فيما يخص المال الذي سأعطيه للحلاق لن يتجاوز 50 شيكلاً، وقد يرفض أخذها واعتبار حلاقته لي مباركة الزواج وذلك بحكم المعرفة القوية به، فنحن أبناء حارة واحدة".

واستدرك: "لكن المشكلة تكمن في الـ400 شيقل التي ستطالبني بها كوافيرة العروس التي تم توفيرها قبل كثير من الأمور نظراً "للزنّ" المتكرر من العروس بأنها لن تذهب لأي كوافيرة، وإنما ستذهب إلى أكثرهن خبرة لتكون أميرة في يوم الزفاف".

أمر مهم

سالي عبد الرحمن (19 عامًا) تستعد هي الأخرى لزفافها وتولي أمر الكوافيرة اهتمامًا كبيرًا، فهي لم تتوقف عن سؤال صديقاتها ومعارفها عن أكثر الكوافيرات خبرة.

وقالت سالي لصحيفة "فلسطين": إن" اختيار الكوافيرة التي سأذهب إليها ليس بالأمر السهل، فإن كانت إحداهن متميزة بعمل الماكياج فإنها تفتقد الخبرة في تسريحات الشعر، وإيجاد واحدة متميزة في كل الجوانب الخاصة بالعروس أمر صعب".

وأضافت: "بعد مشاورات مع أخواتي وصديقاتي قررت الذهاب إلى كوافيرة مشهورة وتواصلت معها وحجزت موعدا، وطالبتني بـ 450 شيكلاً"، متابعة بمزح: "لكن لا يهم، فزوجي هو من سيدفع وليس أنا، المهم أن أخرج بأجمل طلة".

طقوس مختلفة

الحلاق محمد أنور من مدينة غزة قال: إن "قصة العريس لها طقوس خاصة، فقديماً كان يذهب الحلاق إلى بيت العريس ويقص له شعره ويحلق له ذقنه، ومن ثم ينتظر الحلاق حتى ينتهي حمام العريس لكي يصفف له شعره بالمجفف الكهربائي (السيشوار)".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": كان الحلاق أيضًا يحلق لوالد العريس وإخوانه في البيت، ثم يغادر منزلهم وفي جيبه ما لا يقل عن 500 دينار ثمن حلقة العريس وأسرته، والباقي نقوط".

وأوضح أنور أنه بمرور الأيام، أصبح العريس يزور صالون الحلاقة في غزة ليخضع لجلسات عدة، تبدأ بقص شعره وخنجرة لحيته، وتجهيزه لحفلة الشباب، وفي ثاني يوم يأتي للحلاق ويحلق لحيته مع تنظيف بشرة وسنفرة".

وأردف: "وبعدها يغادر الصالون للحمام في بيته، ثم يعود للصالون مرتدياً بدلة الفرح لعمل السيشوار، ويدفع ثمن هذه الجلسات في صالون الحلاق من 150 إلى 200 شيكل".

وبين أنه بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها أبناء الشعب الفلسطيني فإن الكثير من العرسان لا يطلبون الكماليات، حيث إنهم بعد الانتهاء من حلقة العرس يدفعون للحلاق 80 أو 100 شيكل.

واستدرك أنور: "لكن بسبب الحصار وتردي الظروف لا يطلب الحلاق سوى 50أو 70 شيكلاً، وقبل كل شيء يعود الأمر إلى كرم العريس، حيث في أحد الأيام زينت عريسا وحده فقط داخل الصالون ودفع ثمن الحلقة 100 دولار".

لا مجال للمقارنة

وفي السياق ذاته أوضحت صاحبة صالون الفراشة للتجميل إيمان سكيك، أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال المقارنة بين ما يأخذه كوافير العريس، وما تأخذه الكوافيرة الخاصة بالعروس.

وقالت سكيك لـ"فلسطين": إن "الحلاق أو الكوافير الخاص بالعريس لا يتجاوز ما يقوم به حلاقة الشعر والذقن وربما بعض السنفرة للوجه واستعمال الجل لتثبيت الشعر بشكل معين".

وأضافت سكيك: "أما العروس فتقوم بالكثير من الأمور التي تحب أن تنفذها يوم زفافها، مثل صبغة الشعر، التي تكلف مبلغاً لا يقل عن 80 شيكلاً، وربما يصل إلى 200 شيكل، بالإضافة إلى عمل تنظيف للوجه وتفتيحه وعمل ماسكات لترطيب البشرة".

وأردفت: "كذلك عمل التسريحة ووضع المكياج، الذي يكون من الماركات العالمية، وتركيب الأظافر، وغيرها الكثير من الأمور التي تطلبها العروس حسب حاجتها لها ورغبتها بعملها في يوم الزفاف".

وعدت سكيك أن مقارنة ما يدفعه العريس للحلاق وما تدفعه العروس للكوافيرة ليست في محلها، وأن أي حديث يدور في هذا الفلك هو من باب الفكاهة والمزاح وليس أكثر".