أكدّ رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، حافظ الكرمي، أنّ السلطة الفلسطينية وسفاراتها في الخارج تغيّبان بشكل تام وملحوظ عن متابعة ملف الشهداء والجرحى الفلسطينيين في اعتداء المسجدين في نيوزلندا الأسبوع الماضي.
وقال الكرمي لصحيفة "فلسطين" أمس: إنّ غياب السلطة وسفاراتها عن الاعتداء يأتي عكس موقف بعض الدول العربية والإسلامية المسؤول تجاه مواطنيها، واهتمامها بالوقوف على كل ما يمكن أن يقدم الخدمة لهم.
وأضاف أنّ السلطة وسفاراتها كان الأوجب أمامهم ومع ادعائها تمثيل الشعب الفلسطيني، أن تخدم هذا الشعب، وتقف على جراحاته، في ظل الأنباء التي تشير إلى أنّ الفلسطينيين الذين استشهدوا في الاعتداء على المسجدين الأكثر عددا من بين الجاليات الأخرى.
وأشار الكرمي إلى أنّ عدم وجود احصاءات رسمية دقيقة لأسماء الفلسطينيين وأعدادهم، يعود لكون السلطات النيوزلندية لا تحصي الضحايا وفقا لأصولهم السابقة، حيث إنّ كثر ممن كانوا في اعتداء المسجدين مجنسين.
ونقلت بعض الأوساط والمؤسسات الفلسطينية في الخارج، بصورة غير رسمية، استشهاد 19 فلسطينيًا خلال اعتداء الإرهابي الاسترالي "برينتون تارانت" على مسجدي "النور" و"لينوود" في مدينة "كرايستتشيرش" النيوزلندية خلال صلاة يوم الجمعة الماضية.
بينما ذكرت وزارة الخارجية والمغتربين أنه ومن خلال تواصل سفارة فلسطين لدى استراليا مع الخارجية النيوزلندية، ومع أجهزة الداخلية والشرطة والصليب الأحمر النيوزيلندي، تبين وبشكل غير رسمي، نظرا لغياب التقارير الرسمية النيوزلندية، أن عدد الضحايا الفلسطينيين جراء العمل الإرهابي في المسجدين وصل إلى 6 شهداء، وستة جرحى، إضافة إلى مفقودين.
وعبر الكرمي عن أسفه لموقف السلطة هذا، وقال: "يبدو أنّ الأسماء الفلسطينية المعلنة من بين ضحايا الاعتداء على المسجدين لا تعتبره السلطة فلسطينيا، ولا يحتاج لأي متابعة أو اهتمام".
وشدد الكرمي على أنه من الغرابة بمكان انتشار العشرات من السفارات والقنصليات التابعة للسلطة في دول العالم، وغياب موقفها وحراكها وتضامنها مع أبناء شعبها، أو حتى تقديمها لأي نوع من الخدمات لهم.
وأضاف: "لم أرَ أي أثر ولا أي سؤال أو اهتمام للسلطة منذ اليوم للحادثة الآثمة، رغم تتابع أحاديث الأوساط العربية والفلسطينية في نيوزلندا عن الشهداء الفلسطينيين ومراتبهم العلمية وتخصصاتهم العالية".
وقال: إن الفلسطينيين لا يشعرون أن سفارتهم في معظم الدول الغربية توليهم الاهتمام والخدمات اللازمة كما حال السفارات التابعة للدول الأخرى، مضيفا: "المسؤوليات تغيب عنهم بشكل كامل في حادثة نيوزلندا وغيرها من الحوادث والقضايا".
وأضاف أن الجاليات الفلسطينية في الخارج ترى في بعض سفارات السلطة بوق تحريض عليه أكثر مما تقف هي في وجه التحريض الموجه من أطراف عدة، فيما تتعامل بطريقة حزبية مع الفلسطينيين ولا تحترم تعدد الأفكار والمرجعيات.
وأكمل الكرمي: "في الكثير من الأحيان سفارات السلطة تصطف بشكل حزبي في ممارساتها ونشاطاتها وأعمالها، فيما لا تتورع أحيانا عن التحريض على بعض الأنشطة الفلسطينية إذا كان الطرف المنظم لها لا يروق لها أو ممن لا يحسب على سياستها".