فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​أحمد البياري.. أحبّ التصوير صغيرًا فاحترفته كبيرًا

...
غزة/ ليلى أبو صقر:

الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء، معادلة الحياة هذه تطرح نفسها أمامنا وليس بوسعنا إلا الاختيار بين خوض المغامرة والاندثار في عالم اللا شيء، وفي واقعنا الغزّي إن الحاجة ملحة لخوض المغامرة كي يجد أي شاب موطئ قدم له على أرض امتلأت بالقدرات.

فلسطين "حاورت" الشاب أحمد معين البياري، لتقف على محطات نجاحه في مجال التصوير الذي أبدع فيه، وترسم صورة لجوانب إبداعه.

يتحدث البياري عن بداياته في التصوير الاحترافي وكيف كانت باكورة نجاحاته، وهو المصور الشاب الذي لم يتجاوز (29) عامًا من عمره، ويقول: "أول مرة حملت فيها كاميرا كانت سني سنة، إذ إن والدي ووالدتي كانا يعملان في التصوير، فنشأت وترعرعت في بيت أساسه التصوير".

بهذه الكلمات أجاب أحمد عن بدايات دخوله عالم التصوير الواسع، وهو يحاول أن ينفض غبار الزمن عن ذكريات مرت سنوات طويلة عليها.

ويتابع: "التصوير كان أكبر حلم لي وأصبح واقعًا، وبدأت التصوير جديًّا حين كنت في المرحلة الإعدادية، وكان لدى أبي وما زال أستوديو للتصوير، وأخذت هذه الموهبة تتنامى حتى أصبحت ما أنا عليه الآن".

وبعد انتهاء البياري من المرحلة الجامعية التي درس فيها وسائط متعددة ليتناسب تخصصه وهوايته في التصوير بدأ العمل في أستوديو بكاميرا واحدة وعاملين فقط، ولم يكن مجهزًا بالكامل، يضيف: "ولكن بتوفيق من الله وبالعمل والمثابرة بدأ هذا المشروع ينجح رويدًا رويدًا، حتى أصبح ما عليه الآن، إذ يحتوي على 13 كاميرا من أحدث الكاميرات، والمعدات والتقنيات".

ويوضح البياري أنه في عام 2018م سافر إلى تركيا، لكسب خبرات جديدة في عالم التصوير، ويقول: "رجعت إلى غزة وفي جعبتي الكثير من الأفكار في التصوير، وتطوير عملي، إذ افتتحت أستوديو وزوايا خاصة بالتصوير للأفراح فقط، وهي الأولى من نوعها في غزة، أيضًا طبقت الكثير من الأفكار في تصوير الأطفال، وخاصة تغطية فعاليات واحتفالات رياض الأطفال".

ويبين أن طريقه لم تكن مفروشة بالورود، وإنما واجه العديد من الصعوبات.

ويقول: "من أكثر الصعوبات التي واجهتني هي مشكلة الكهرباء وانقطاعها الدائم، ولكن بالعزيمة والإرادة لم أخضع لهذه العوائق، بل عملت على حلها، فأصبحنا نعمل على المولد بالرغم من أسعار البنزين المرتفعة آنذاك، وعملت بعدها على حل هذه المشكلة نهائيًّا بجلب جهاز (UPS) وتشغيل الأستوديو بالكامل عليه في حال انقطاع التيار الكهربائي".

ويتابع البياري: "مع انقطاع الرواتب أصبح الدخل قليلًا، ففكرت في فتح مشروع صغير لي إلى جانب التصوير، وافتتحت محلًّا لبيع أحذية تركية بجوار أستوديو التصوير، رأيتها فكرة ناجحة؛ فعندما يأتيني عروس يريد أن يحجز للتصوير أسأله: "هل اشتريت حذاءي العرس لك أو لعروسك؟"، وبذلك أكون قد كسبت من جهتين".

وعن أفكاره المستقبلية وهدفه المنشود الذي يرغب في تحقيقه يقول: "إن هدفي الوصول إلى العالمية".

ويضيف: "يشرفني أن يصبح اسمي واسم بلادي متداولين في بلاد شتى".

وفي نهاية الحديث يؤكد البياري أن العديد من الشباب في الوطن لديهم الإبداع والأفكار الذهبية والمواهب المتميزة، لكنها بحاجة إلى التشجيع والدعم؛ كي ترى النور ويستفيد منها الجميع.