فلسطين أون لاين

أهالي الأسرى يتجرعون الألم على أمل اللقاء بأبنائهم

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

بدت ملامح الحزن ظاهرة على وجه والدة الأسير محمد النجار، خلال مشاركتها في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.

فالخمسينية النجار، محرومة من زيارة نجلها منذ نحو عشرة أعوام، بحجة "المنع الأمني" الذي تنتهجه سلطات الاحتلال بحق أهالي أسرى القطاع، دون إبداء أسباب المنع.

وكلما اقتربت ذكرى يوم الأم زاد حزن النجار، وغيرها من أمهات الأسرى التي تحرمهن سلطات الاحتلال من زيارة أبنائهن والالتقاء بهم.

الحرمان من الزيارة

وتتساءل النجار في حديثها لصحيفة "فلسطين"، وهي تمسح دموعها: "لماذا أحرم من الزيارة؟ وكيف سأستقبل يوم الأم ولا يزال الاحتلال يحرمني من رؤية ابني منذ عشرة أعوام؟ وأين العالم وأصحاب الضمائر الحية مما يتعرض له أبناؤنا في سجون الاحتلال؟".

وتدعو النجار المؤسسات الدولية والمعنية بقضايا الأسرى للتدخل الفوري والعاجل لإنهاء معاناة المعتقلين والإفراج عنهم، مؤكدة أن الأسرى لم يخالفوا القوانين التي سمحت لهم بمقاومة الاحتلال حتى تحرير أرضهم.

وتحاول أم الأسير التعرف إلى أوضاع نجلها من خلال أهالي الأسرى الذين يتمكنون من زيارة أبنائهم في السجون، لكن هذا لم يروِ ظمأها، كما تقول.

واعتقلت قوات الاحتلال محمد النجار في 15 يناير/ كانون الثاني 2008، وحكمت عليه بالسجن 14 عامًا أمضى منها 11 عامًا.

ولم تستطِع هانم سعد أن تخفي لوعة الاشتياق لنجلها أشرف، المعتقل منذ 17 يناير الفائت، وتتمنى أن تمعن النظر فيه أكثر وتجلس إلى جانبه وتحتضنه، خاصة وأنها لم ترَ سوى صورته منذ اعتقاله حتى اللحظة.

وتخشى سعد، وهي من سكان مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، أن يصاب نجلها المعتقل في سجن "نفحة" الصحراوي، بأي مكروه، في ظل منعها من زيارته، معربة عن خوفها أن ترفض سلطات الاحتلال الطلب الذي تقدمت به لزيارة ابنها في نهاية الشهر الجاري.

وتتمنى مع اقتراب يوم الأم أن تلتقي نجلها محررًا من سجون الاحتلال، وتنتهي معاناته إلى جانب زملائه الأسرى، وينعم الأهالي بلقاء أبنائهم، داعية المجتمع الدولي وكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها وتنهي معاناة الأسرى.

انتظار الفرج

لا يختلف حال سميرة الحاج أحمد، والدة الأسير رائد، عن سابقتها، فهي تنتظر بفارغ الصبر الإفراج عن نجلها، ولا تتمنى من الله سوى أن يلهمها الصبر ويعجل بفرج نجلها وزملائه من السجون.

وتلفت الحاج أحمد لـ"فلسطين" إلى أن أحزانها تتجدد في ذكرى يوم الأم، لعدم استطاعتها رؤية نجلها واحتضانه، كما أمهات العالم، إضافة إلى مواصلة منعها من زيارته منذ ما يزيد على العامين، داعية "الصليب الأحمر" وكل الضمائر الحية في العالم للوقوف إلى جانب أهالي الأسرى وإنهاء معاناتهم، والضغط على الاحتلال للسماح لهم بالزيارة.

واعتقلت قوات الاحتلال الحاج أحمد، قرب حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2004، خلال محاولته تنفيذ عملية استشهادية، وحكم عليه بالسجن مدة 20 عامًا، أمضى منها 15 عامًا.

وشارك في الاعتصام الأسبوعي، لفيف من زوجات وأمهات الأسرى والمحررين، وممثلون عن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ومتضامنون معهم.

ووزع متضامنون الحلوى على أهالي الأسرى والمشاركين في الاعتصام؛ ابتهاجًا بعملية سلفيت البطولية التي نفذها أول من أمس مقاوم ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه أدت لمقتل جندي وإصابة آخرين.