فلسطين أون لاين

​لنشر الفوضى والانفلات الأمني

هكذا استغلت السلطة وأجهزتها المخابراتية ظروف المحاصرين في غزة

...
تصوير / ياسر فتحي
غزة/ محمد أبو شحمة:

لم تعطِ حركة "فتح"، ولا السلطة وجهاز مخابراتها في رام الله، سكان قطاع غزة الفرصة ليعبروا عن رفضهم لاشتداد الحصار والعقوبات المفروضة عليهم، وتسببها بتدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية، حتى اندست بينهم، وعملت على نشر الفوضى.

"فلسطين" رصدت استغلال صفحات إلكترونية محسوبة على جهاز المخابرات العامة الذي يترأسه ماجد فرج، لتظاهرات سكان غزة، من خلال تحريضهم على استخدام العنف ضد الأجهزة الأمنية، وحركة حماس.

وعملت الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "فيسبوك" على نشر صور لعناصر من حركة حماس، والتحريض عليهم بالقتل، ونشر الفوضى في الشوارع والميادين العامة، إضافة إلى نشرها فيديوهات وصور من دول عربية؛ لتحريض الجماهير ضد سلاح المقاومة.

وأكد المختص في الشأن الأمني عبد الله العقاد، أن السلطة وجهاز المخابرات لديهما عمل بالفعل على استغلال حاجة الناس في قطاع غزة من خلال العمل على نشر الفوضى، ومحاولة إعادة الانفلات الأمني إلى القطاع.

وقال العقاد لصحيفة "فلسطين": إن مطالب الناس في غزة مشروعة، ولكن يجب التمييز بين جهات سعت ولا تزال تحاول خلق انفلات أمني في غزة، وهو ما يثبت من خلال تصريحات المكلف بتشكيل حكومة جديدة في رام الله، محمد اشتية، حين قال أخيراً: "يجب على مصر استشارتنا قبل التخفيف عن قطاع غزة".

وأضاف: سكان غزة لديهم درجة عالية من الوعي، ويعرفون جيدا من يحاصرهم، ويقطع رواتب الموظفين، وأهالي الشهداء والجرحى والأسرى والمحررين، ويواصل الضغط عليهم، لذلك لم ينجروا إلى دعوات نشر الفوضى في القطاع.

وأوضح العقاد أن المحرضين كشفوا أنفسهم سريعا، من خلال التصريحات المتلاحقة لهم، وكذلك تزامنها مع تصريحات تحريضية لمسؤولين إسرائيليين على قطاع غزة، كان أبرزها للمتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للإعلام العربي أوفير جندلمان.

وعمل جندلمان على تحريض سكان غزة من خلال صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ودعاهم إلى الخروج للشوارع، ونشر الفوضى، ووصف حركة حماس بالتنظيم "الإرهابي".

مخطط إقليمي

ورأى الخبير في الشأن الأمني إبراهيم حبيب، أن قطاع غزة تعرض لمخطط إقليمي من أجل نشر الفوضى، والعمل على إعادة الانفلات الأمني، من خلال استغلال حاجة سكانه الملحة.

وقال حبيب لصحيفة "فلسطين": لقد عملت السلطة ومخابراتها على الدفع بالناس للفوضى، لكن ذلك لم ينجح في تحقيق أهدافها، رغم وجود مخطط له مسبقا من عناصرها.

وأضاف حبيب: "غالبية سكان غزة تفهموا جيداً محاولات نشر الفوضى، وإعادة غزة إلى السابق، حيث غياب الأمن ونشر الذعر بين الناس، لذلك لم يتعاطَ الناس كثيرا مع ذلك المخطط".

وتابع: "الخاسر الأكبر من حالة الفوضى نحن الشعب الفلسطيني"، مشددا على ضرورة مواجهة أساليب دعوات المحرضين لبث الفتنة.

وتوقع الخبير الأمني ألا تتوقف السلطة وأجهزة مخابراتها وعناصرها عن محاولات تحريض الناس بشكل متكرر لإثارة الفوضى والانفلات الأمني.