فلسطين أون لاين

​رغم استشهاد وإصابة الآلاف منذ انطلاق المسيرة

"أبو ليلة" و"أبو عطايا" و"جودة" أطفال يتمسكون بالعودة

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

لا تتوانى الطفلة نوال أبو ليلة عن المشاركة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار شرق غزة، في محاولة منها لتأكيد حقها في العودة إلى بلدتها الأصلية التي هجرت العصابات الصهيونية أجدادها منها سنة 1948م.

واشتهرت الطفلة أبو ليلة (11 عامًا) بإلقاء القصائد الشعرية باللغتين العربية والإنجليزية على المشاركين في المسيرة؛ لبث الحماسة في نفوسهم، وتأكيد حب الوطن وحق العودة إلى ديار الآباء والأجداد.

أبو ليلة هي واحدة من آلاف الأطفال المشاركين في مسيرات العودة، برفقة آبائهم، على بعد مئات الأمتار من السياج الاحتلالي الفاصل شرق قطاع غزة، غير آبهين بصوت الرصاص وقنابل الغاز التي يطلقها جيش الاحتلال على مخيماتهم السلمية.

وتتعمد قوات الاحتلال المتمركزة في ثكناتها خلف السياج الفاصل إطلاق النار على المتظاهرين السلميين، في محاولة منها لردعهم عن المشاركة في مسيرة العودة التي تنادي بحق عودة اللاجئين إلى قراهم التي هُجروا منها سنة 1948م، ورفع الحصار الإسرائيلي المشدد المتواصل على القطاع منذ 13 سنة.

وتقول أبو ليلة التي تنحدر من قرية البطاني الغربي: "لن أكف عن المطالبة بحقي في العودة إلى قريتي، وترديد الأناشيد الحماسية والثورية الداعية لحب الوطن وتحريره من دنس المحتل".

وتنتظر أبو ليلة التي تقطن في حي الدرج شرقي مدينة غزة على أحر من الجمر العودة إلى بلدتها الأصلية، التي طالما سمعت عنها، وعن طيب أهلها وحبهم للوطن ودفاعهم عنه.

وتشير والدة الطفلة نوال إلى أن طفلتها حريصة علىالتعرف لى بلدتها الأصلية، وحفظ الأناشيد الوطنية التي تحث على حب الوطن واسترداده من الاحتلال، لإيصال صوتها إلى العالم لفضح الجرائم المرتكبة بحق أطفال القطاع، والمشاركين في مسيرات العودة السلمية.

ولا يختلف حال نوال كثيرًا عن الطفل محمد جودة (13 عامًا)، الذي يصر على المشاركة كل يوم جمعة في مخيم العودة المقام شرق مدينة غزة.

ويبين جودة في دردشة مع صحيفة "فلسطين" أنه يشارك في المسيرة تأكيدًا لحقه في العودة إلى قريته الأصلية "حليقات"، لافتًا إلى أن بلدته اشتهرت بالزراعات التي تعتمد على مياه الأمطار والفواكه.

وعن الرصاص وقنابل الغاز التي يطلقها جيش الاحتلال صوب المشاركين في المسيرة يقول جودة: "لن ترهبنا رصاصات وقنابل الاحتلال، وسنشارك في مسيرة العودة حتى زوال الاحتلال وعودتنا إلى ديارنا".

ويضيف: "ليس غريبًا على الاحتلال استهداف الأطفال والمشاركين في مسيرات العودة؛ فهو يحاول إبعادنا عن أرضنا، ومنعنا من المشاركة في مسيرة العودة التي كشفت حقيقته الإجرامية أمام العالم، وإجبارنا على قبول الحصار".

ويحرص الطفل جهاد أبو عطايا على الحضور مع والده كل يوم جمعة للمشاركة في مسيرة العودة السلمية شرق مدينة غزة، قائلًا: "أشارك في المسيرات لأقول للعالم من حقي العودة إلى بلدتي".

ويقول أبو عطايا (13 عامًا)المنحدر من مدينة بئر السبع لصحيفة "فلسطين": "المحتلون سرقوا أرضنا، وسنواصل المسيرة حتى إعادتها ولن نتخلى عنها، مهما كلفنا ذلك من ثمن".

ويدعو كل المؤسسات المعنية بالطفولة في الداخل والخارج إلى الاهتمام بأطفال فلسطين، ووقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، كقتلهم، وإصابتهم إصابات مباشرة.

واستشهد 256 مواطنًا، منهم 49 طفلًا، وأصيب 29382 آخرون، منهم 3025 طفلًا، منذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة في 30 آذار (مارس) 2018م حتى الخامس من الشهر الجاري، وفق إحصائيات وزارة الصحة.

وبإبداعاتهم وذاكرتهم الحية، يُسقط الأطفال الفلسطينيون مزاعم رئيسة وزراء الاحتلال السابقة جولدا مائير أن "الكبار يموتون والصغار ينسون".