تشتد المؤامرات والمخططات الصهيونية وتستعر على القدس والمسجد الأقصى المبارك حيث يسابق الكيان الصهيوني الزمن في تنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وتزداد يوميا اقتحامات قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، فيما يواصل الاحتلال سياسات التهجير والتشريد العنصرية وإبعاد أبناء الأقصى والمرابطين عنه وتواصل سلطات الاحتلال هدم منازل المقدسيين ومنعهم من البناء.
وتشتد هذه الأيام أطماع الصهيوني نحو السيطرة على مصلى باب الرحمة لتنفيذ مخططات التهويد وتحويله لكنيس يهودي في باحات المسجد الأقصى المبارك وذلك تمهيدا للسيطرة الصهيونية الكاملة على المسجد وأبوابه والمناطق المحيطة به.
في المقابل يواجه أبناء القدس والمرابطون المخططات الصهيونية بكل ثبات وصمود،ويواصلون الرباط في باحات الأقصى والصلاة على بواباته، فقد قامت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي بإغلاق بوابات المسجد الأقصى أمام المصلين وسط استمرار اقتحامات المسجد الأقصىمن قبل المتطرفين الصهاينة وأداء الصلوات التلمودية في باحاته الشريفة وبحماية من شرطة الاحتلال.
إن استمرار الاحتلال في جرائمه بحق المسجد الأقصى واستهداف مصلى باب الرحمة تمهيدا لمخططات أكبر تستهدف تحويل مصلى باب الرحمة لكنيس، يعد من أخطر جرائم العصر حيث أعلنت مصادر إعلامية في الكيانأنه سيتم إغلاق المصلى لفترة طويلة بدعوى عمليات الترميم والصيانة، ويسعى الصهاينة لإيقاف أداء الصلاة في مصلى باب الرحمة عبر تسويات مختلفة في ظل وجود قرار من المحكمة الصهيونية بإغلاق مصلى باب الرحمة نهائيا ..
إن أطماع الاحتلال الصهيوني في مصلى باب الرحمة منذ سنوات حيث تمنع سلطات الاحتلال السماح بتنظيفه أو ترميمه أو تأهيله وتقوم حكومة الاحتلال بعدد من الإجراءات التي تهدف إلى السيطرة الكاملة على مصلى باب الرحمة، وهذا حذرت منه مؤسسة القدس الدولية التي أكدت أن محاولاتالاحتلال متواصلة فيتهويد الأقصى وتحديد صيغ الدخول إليه والخروج منه، وهو ما تفرضه طبيعة مخططات التقسيم الزماني الذي كان الاحتلال يتخذه مدخلا للمرحلة التالية، وهي التقسيم المكاني.
وتحدثت مؤسسة القدس في ورقة تقدير موقف أنهناك الكثير من المؤشرات على استهداف الجزء الشرقي من ساحة الأقصى الممتد من باب الرحمة شمالا إلى مدخل المصلى المرواني جنوبا (منطقة باب الرحمة)، ومنها: التركيز عليها كمساحة أساسية لنشاط المقتحمين وأداء شعائرهم، ومنع إخراج الردم المتراكم، فضلا عن مناقشة في أوساط حزب الليكود لخريطة تشير صراحة إلى اقتطاع المساحة الموازية لباب الرحمة كصالة دائمة لليهود الصهاينة، ثم عملت سلطات الاحتلال على استهداف مقبرة الرحمة التي تلاصق باب الرحمة من خارج الأقصى وحاولت السيطرة على أجزاء فيها وإغلاق قاعة الرحمة المسقوفة قبالة باب الرحمة وتثبيت نقطة شرطة جديدة فوق باب الرحمة.
إن استهداف مصلى باب الرحمة مخطط قديم وبدأه الاحتلال باستهداف تهويد مقبرة الرحمة ومنع مشاريع التأهيل والترميم للمصلى ومواصلة إغلاقه أمام المصلين، ثم مطلع هذا العام بدأ الاستهداف الصهيوني من جديد لمصلى باب الرحمة حيث بدأت هجمات الاحتلال مع بداية العام 2019، عندما بدأ قطعان المستوطنين في شهر يناير الماضي إقامة صلوات تلمودية ومهرجانات راقصة في المصلى ثم تواصلت الاقتحامات من الجمعيات اليهودية بكثافة،قامت وتكررت بعد ذلك اقتحامات المستوطنين لمنطقة باب الرحمة، ضمن برنامج التقسيم الزمانيالذي يحاول الاحتلال الصهيوني تكريسه، حيث تستمر يوميا اقتحامات المستوطنين للأقصى والزيارات الاستفزازية وسط حماية الشرطة الصهيونية.
إن جرائم الاحتلال الصهيوني بحق القدس والأقصى واستهداف مصلى باب الرحمة تؤكد على النوايا الصهيونية الخطيرة للتهويد والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى والبدء بإغلاق البوابات وتهويد معالم المسجد الأقصى التي تضم 200 معلم منهاالمسجد القبلي المسقوف ومصلى قبة الصخرة والمدارس والقباب والمصاطب وغيرها، وما يتصل بالسور من الخارج وغيرها من المعالم والآثار أصبحت في مواجهة مخططات التدمير والتخريب الصهيوني .
إن المؤامرات تشتد هذه الأيام على المسجد الأقصى من أجل تنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني وتهويد معالم المسجد الأقصى، ويبذل الصهاينة جهدا كبيرا في تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى ومنع المصلين من الصلاة خلال اقتحامات المستوطنين وذلك ضمن سياسات التقسيم الزماني، فيما تتواصل جرائم الاحتلال على مصلى باب الرحمة وغيره من معالم الأقصى لفرض سياسات التقسيم المكاني ليصبح أمرا واقعا، حيث يعمل الصهاينة هذا الأيام بجهد كبير لتحويل مصلى باب الرحمة لكنيس يهودي .
أمام هذه المخططات بحق القدس والأقصى تغط الأمة العربية الإسلامية في سبات عميق وهي تتفرج على ما يحدث في القدس دون أن تحرك ساكنا، وحتى التضامن العربي لم يعد له أي أثر وسط التهافت على التطبيع مع الكيان واستقبال المسؤولين الصهاينة في بعض البلاد العربية .