قال السيد جبريل الرجوب في تصريح له: نتنياهو جاهز لإضفاء كل أسباب استمرار الانقسام، ونأمل في إخوتنا بالإسلام السياسي، أن يدركوا أن أكسجين نتنياهو "سم" وليس مقرونًا بشيء إلا بتكريس الانقسام، كمبرر في فكرة إنهاء الدولة. وأكد الرجوب أنه "لا دولة دون وحدة فلسطينية، تقبل بقرارات الشرعية الدولية، وترتكز على أسس تساهم في السلم والاستقرار العالميين.
سأبدأ من حيث انتهى الرجوب، حيث يعتقد بأنه لا دولة بدون وحدة وطنية تقبل بقرارات الشرعية الدولية، وهو يقصد أن الجهة التي يمثلها تريد وحدة وطنية مشروطة، ومن شروطها التخلي عن الثوابت الفلسطينية والاعتراف بشرعية الاحتلال على ثلاثة أرباع الوطن، وهل هناك شيء آخر قد يفهم من القبول بقرارات الشرعية الدولية؟
هذه الصراحة في الطرح تبين لنا الأسباب الحقيقية للانقسام والأسباب الحقيقية المانعة للمصالحة، وهو الأمر ذاته الذي حاولت أطراف فلسطينية تمريره في اجتماع موسكو الأخير، فالمطلوب من حركة حماس أن تعترف بشرعية الاحتلال وأن تتساوق مع منظمة التحرير الفلسطينية في برنامجها السياسي وفي تخليها عن المقاومة، وهذه أحلام لن تتحقق، ولا بد أن تيأس قيادة منظمة التحرير منها وإلى الأبد، لن يكون هناك اعتراف فلسطيني جماعي بشرعية الاحتلال حتى لو أطبقت السماء على الأرض، لن يظفر الاحتلال الإسرائيلي بمباركة جماعية لاحتلاله لأرضنا المقدسة، وإن عجزت هذه الأجيال عن استرداد الوطن -ولن تعجز- سيأتي من يستحق شرف تحريرها من البحر إلى النهر.
خلاصة قول الرجوب أنه لا مصالحة إلا بالاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي حتى لو انفصلت غزة عن الضفة وتاهت القضية الفلسطينية، ولذلك المشكلة ليست في أكاذيب نتنياهو ولكنها في إصرار منظمة التحرير على جر الكل الفلسطيني إلى مربع التنازل. حماس متمسكة بالثوابت ولن تتنازل وغزة لن تنفصل، وإن كان البعض يتباكى على انفصال غزة فهدف من يسميهم الرجوب بجماعة الإسلام السياسي هو استعادة المناطق المحتلة عام 48 فضلا عن مناطق 67 كاملة.
نتنياهو قال انه سيسمح بمرور الأموال إلى غزة لإبقاء الانقسام، هو قال ذلك، ولكنه سبق أن اعترف هو وقيادات إسرائيلية أنهم مضطرون إلى فعل ذلك حتى لا تنفجر غزة في وجوههم، وهم أنفسهم اتهموا الرئيس محمود عباس بأنه أراد من قطع الأموال عن غزة جر إسرائيل إلى حرب مع حماس، يعني السبب الحقيقي لتمرير الأموال إلى غزة هو نزع فتيل الانفجار ولا علاقة لذلك بالانقسام الداخلي.
ختاما أقول إن الأموال التي تدخل غزة هي أموال عربية قطرية وليست من أموال نتنياهو، وهي أموال غير مسمومة ولا هي مسيسة، ومن يرفض دخولها عليه السماح بدخول أمواله "المباركة" و"المقدسة"، إلى ذلك الحين نتمنى على المعارضين لدخول الأموال القطرية أن يكفوا عن النواح والردح.