فلسطين أون لاين

صفقة وفاء الأحرار "2"


ليست هناك معلومات حول صفقة الاحرار "2" حسب ما تؤكده البيانات الصادرة عن كتائب عز الدين القسام وقادة حركة حماس حتى هذه اللحظة وهذا يعني ان المقاومة متمسكة بمبدأ " لا معلومات مجانية" ، ولا مجال لفتح الملف قبل تنفيذ (اسرائيل) لشروط المقاومة ومنها الافراج عن جميع من اعتقلتهم من اسرى محررين في الصفقة الاولى الى جانب شروط اخرى، ولذلك فكل ما نسمعه وخاصة ما يصدر عن الاحتلال الاسرائيلي انما يأتي في سياق الاشاعات وبالونات الاختبار قد تكون موجهة لقادة حماس او لسكان القطاع او لعامة الشعب الفلسطيني او حتى لأطراف اخرى ولا بد من الحذر في طريقة تفاعلنا مع هكذا اخبار غير مؤكدة .

من ضمن التسريبات الكاذبة التي بثتها دولة الاحتلال (اسرائيل) هو رفض حماس لصفقة يتم بموجبها الافراج عن الجنود الاسرائيليين الذين اسرتهم المقاومة مقابل تسهيلات لغزة مثل إنهاء مشكلة الكهرباء وتخفيف الحصار عن قطاع غزة، وهنا تتضح الاعيب المحتل الاسرائيلي الذي يحاول استكمال عملية التحريض ضد حماس مستغلا أزمة الكهرباء التي اثارتها بعض الاطراف.. نحن نعلم ان تحرير الاسرى من سجون الاحتلال يأتي على قمة سلم اولويات كتائب عز الدين القسام ولذلك لا يمكنها استبدال الذي هو ادنى بالذي هو خير، ولو افترضنا جدلا _وهذا لن يحدث مطلقا _ ان المقاومة وافقت على تسهيلات مقابل اطلاق جنود اسرائيليين فإن (اسرائيل) يمكنها النكوص عما تم الاتفاق عليه والغاء كل التسهيلات، وهذا كلام نوجهه لمن يريد ان يحل مشكلة الكهرباء بأي ثمن حتى لو قدم الغالي والنفيس مقابل " سراب"، كما أننا نذكر بأن توفير الكهرباء وحرية الحركة وغيرها من التسهيلات التي يعرضها المحتل الاسرائيلي هي حقوق اساسية للشعب الفلسطيني والاصرار على منعها جرائم ضد الانسانية ويمكن لأطراف فلسطينية وعربية واجنبية الضغط لكسر الحصار واعادة الحياة الى مجاريها ولكن الاسرى لا احد يتدخل للإفراج عنهم سوى المقاومة وهذا سبب اساسي لعدم وجود امكانية تغيير طبيعة الصفقات التي تهدف الى تحرير الاسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال ومن رهبة الاحكام الجائرة بالمؤبد وسنوات السجن الطويلة.

تسريب اسرائيلي اخر يفيد بان حماس رفضت تحرير جندي مقابل جندي، وهنا لن نخوض كثيرا في الرد على مثل هذا الطرح العبثي ونكتفي بالقول ان معركتنا مع المحتل غير متكافئة الا في جانب واحد وهو توازن الرعب، ولكنهم يقتلون ويأسرون الالاف ويهدمون من المنازل الالاف مقابل بضعة من الاسرى اليهود ومئات القتلى وعشرات البيوت المتضررة، ولذلك لا يمكن ان يحدث التكافؤ في أي صفقة احرار قادمة، مع ظني ان معادلة التكافؤ في الخسائر والاضرار قد تتغير في المواجهات القادمة مع المحتل لصالح المقاومة.