فلسطين أون لاين

​(إسرائيل) تتهيأ لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة

مع بدء التحضيرات الفلسطينية لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة أواخر مارس الجاري، يتحضر الإسرائيليون من جهتهم لمواجهة هذه المسيرات التي يحشد لها الفلسطينيون، الأمر الذي يجعلها حدثا استثنائيا: سياسيا وميدانيا.

يعلم الإسرائيليون جيدا أن الشبان الفلسطينيين في قطاع غزة يتحضرون لمسيرات مليونية مع اقتراب هذه الذكرى السنوية، مما يوحي أننا قد نكون أمام جولة تصعيد عسكرية قادمة؛ لأن التطورات الميدانية التي تشهدها حدود غزة الشرقية مع إسرائيل هذه الأيام تنبئ بطبيعة المستقبل الذي ينتظر الجانبين في يوم الأرض القادم، في الثلاثين من الشهر الحالي.

تأخذ الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة خطورة خاصة لأنها تتزامن مع سخونة متزايدة في أحداث حدود غزة من جهة، ومن جهة أخرى تحصل عشية اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، صحيح أن الحكومة الإسرائيلية لن تبادر لخطوات غير محسوبة، لكن الإسرائيليين يعتقدون أن الفلسطينيين في غزة قد لا يجدون أنفسهم أمام خيارات كثيرة.

ومع ذلك، فإن الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة تقترب، فيما تتواصل هذه المسيرات حتى اليوم على طول حدود قطاع غزة شمالا وجنوبا وشرقا، رغم أن الفلسطينيين قد لا يكون لديهم رغبة جادة بالتصعيد العسكري، بل يكتفون بالمسيرات في كل يوم جمعة وفعاليات الإرباك الليلي، كأساليب كفيلة بالضغط على إسرائيل.

كما أنه بدلا من الرد العسكري المباشر على إسرائيل، يكتفي الفلسطينيون بزيادة حدة الاحتكاكات بين الشبان المتظاهرين والجيش الإسرائيلي بصورة يومية، دون الانجرار خلف مواجهة عسكرية واسعة وضارية، لكن ما قد يزيد حدة التوتر في غزة أن هؤلاء المتظاهرين من الشبان ليس لديهم أمل أو أفق، ولذلك فإن غالبيتهم موجودون على مدار الساعة قرب الجدار الحدودي.

إن اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة قد تحمل استحقاقات ميدانية فلسطينية وإسرائيلية على حد سواء، وإن ابتعاد الطرفين عن الوصول إلى مواجهة مكلفة وغير محسوبة العواقب، لا يعني أنهما قد لا يصلان إليها مضطرين مكرهين، في ظل ضيق الخيارات أمام الفلسطينيين، الذين يعتقدون أن الشهر المتبقي للانتخابات الإسرائيلية فرصة ذهبية لا يجب أن تضيع، من خلال إجبار الإسرائيليين على الالتزام بالتفاهمات الموقعة في أكتوبر الماضي.

يبدأ الفلسطينيون والإسرائيليون العد التنازلي لإحياء الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة، في وقت حساس وحرج للجانبين معاً، الأمر الذي قد يتطلب مزيدًا من الحكمة ورجاحة العقل في اتخاذ القرارات القادمة، بعيدا عن الانفعال الذي قد يكلف الفلسطينيين مزيدا من الأثمان، رغم أنهم يبدون مجبرين على اتباع سياسة شفا الهاوية، لانتزاع تنازلات إسرائيلية مستحقة، دون أن يضمنوا تحقق هذا الهدف!