فلسطين أون لاين

​مواصلات مؤمنة حلم معاقين غزِّيين أرهقتهم التصرفات المجتمعية

...
نظرة المجتمع بدأت تتحسن تجاه المعاقين، لكن ليست على الوجه المطلوب
خان يونس/ شيماء بركة:

تتفاقم معاناة الفتاة العشرينية مريم شقورة التي تعاني منذ طفولتها مرض "الشلل النصفي"، وباتت عرضة للاستغلال والمضايقات والإساءة في المعاملة في أثناء تنقلها بشوارع غزة.

وخلال حديثها إلى صحيفة "فلسطين" قالت: "يومًا كنت في طريقي من غزة إلى مخيم المغازي (وسط قطاع غزة)، وقدمت للسائق أجرة الطريق 5 شواكل، قال معترضًا: "سآخذ منك أجرة راكبين"، وخشية من حدة النقاش التزمتُ الصمت ودفعتُ له ما طلب.

تعيش مريم منذ مدة طويلة في حالة نفسية واقتصادية سيئة، وقد لجأت إلى مؤسسات وقدمت طلبات لتأمين مواصلات لها، لكن لم يكن لها حظ لدى أي منها.

وعبرت مريم عن أسفها من أن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تحولت في كثير من الأوقات إلى مجرد شعارات، وأنه لا وجود لمعظم بنود القانون على أرض الواقع.

أما الفتاة العشرينية عالية أبو سويرح التي تعاني إعاقة حركية فقررت بعد أن نجحت في امتحانات الثانوية العامة تحدي واقعها، بالدراسة في الجامعة الإسلامية بغزة تخصص الوسائط المتعددة (ملتيميديا).

قالت: "إن عدم تأمين المواصلات كاد يهدم حلمي بعد انتهاء الفصل الأول، لكن تدخّل أحد معارفي في الوقت المناسب، فتكفّل بي وأدرج اسمي في مؤسسة (إنتربال)، ولولا أن وافقت المؤسسة المعنية بذوي الإعاقة بوسيلة نقلي ذهابًا وإيابًا لما أكملت تعليمي".

وتتلقى أبو سويرح العلاج الطبيعي في مستشفى بغزة سعيًا إلى زيادة وتأهيل قدراتها لتصبح قادرة على الاعتماد على نفسها، وتقلل الاعتماد على الآخرين.

وأوضحت أن اعتمادها على نفسها في بعض الأمور قد يعيقه بعض النواقص في البيئة المحيطة، من حيث المواصلات والطرق والأرصفة، مؤكدة أن العمل والتعليم أكثر حقوق ذوي الإعاقة انتهاكًا، وعدم مواءمة الأماكن العامة للأشخاص ذوي الإعاقة، وعدم توفير سبل الحركة والتنقل المناسبة لهم.

وناشدت الجهات المختصة مساعدة ذوي الإعاقة، بتخصيص مواصلات لهم بأسعار مناسبة، ومراعاة ذوي الإعاقة الحركية الذين يواجهون صعوبة في فتح الأبواب والركوب.

وقالت الاختصاصية الاجتماعية نسرين عماد: "إن المجتمع الفلسطيني ما زال في المراحل الأولى في التعامل مع مفهوم المعاقين، ومفهوم وآلية التعامل معهم، وهو مجتمع مبتدئ مقارنة بالمجتمعات الأخرى في فكره تجاه هذه الشريحة".

وأوضحت عماد لصحيفة "فلسطين" أن هناك مناطق لديها فكرة عن مفهوم المعاقين، ومناطق أخرى مهمشة في بداية التكوين تفتقر للمعاملة الجيدة معهم.

واستدركت: "هناك خدمات وواجبات أخرى تجاه المعاقين علينا الحكومة والمجتمع مدني والأفراد تقديمها لهم، ونحن الآن نعجز عن تقديمها".

وأكملت: "نظرة المجتمع بدأت تتحسن تجاه المعاقين، لكن ليست على الوجه المطلوب، وتوجد بعض الاهتمامات تجاه هذه الشريحة، في الشوارع ومداخل المؤسسات، لكنها آخر اهتمامات الجميع، والخدمات لهذه الشريحة –يا للأسف!- مرتبطة بصورة أساسية بموضوع التمويل".

وتابعت: "إننا المجتمع لا نزال نعجز كل العجز عن تقديم جزء بسيط من احتياجات المعاقين".