فلسطين أون لاين

تقدير موقف

سيناريوهات إسرائيلية في ذكرى الثورات العربية الثامنة

ما زالت المتابعة الإسرائيلية حثيثة لتطورات المنطقة، لا سيما بعد مرور 8 سنوات على اندلاع الثورات العربية، وما قد تسفر عنه من تأثيرات متوقعة على الواقع الإسرائيلي، مما قد يعطي تفسيرات وإجابات عن بعض المواقف التي اتخذتها إسرائيل قبيل وخلال وبعد اندلاع هذه الثورات.

لم توحد إسرائيل بعد موقفها من الثورات في سنواتها الثمانية، في ظل أن المشاكل التي انطلقت من أجلها لم تنتهِ، بل ما زالت قائمة، ولذلك ترى دوائر صنّاع القرار الإسرائيلي أن الخروج بموقف ذي صبغة إستراتيجية بعيدة المدى؛ إزاء تطورات المنطقة في ذكرى الثورات لا يجب أن يكون مرهونا بالأحداث الحالية، ما يتطلب من إسرائيل اتباع ذات السياسة الحذرة إزاء تطورات المنطقة، مع استغلال بعض الفرص السانحة.

تأثرت إسرائيل كثيرا بما حصل من ثورات خلال الـ8 سنوات الماضية: سياسيا في علاقاتها مع الدول التي شهدت الثورات، وأمنيا في طبيعة التخطيط لأي عمليات عسكرية في ضوء الوضع القائم في المنطقة.

شكلت الذكرى السنوية الثامنة للثورات العربية مناسبة لطرح جملة سيناريوهات مستقبلية للمنطقة، انشغلت بها معاهد الدراسات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة بمشاركة عدد من كبار باحثيها الإستراتيجيين.

طرح الإسرائيليون السيناريو الأول المتمثل بشرق أوسط جديد، بعد أن أنتجت الثورات: موازين قوى مختلفة، وأنظمة حكم متباينة، وشكلا جديدا لعلاقات الدول ليست كالسابق، فهناك دول قد تبقى كما هي، في حين اضطرت دول أخرى أن تسلّم بوجود سيادة محدودة لها على نطاقها الجغرافي.

السيناريو الثاني يتمثل باستمرار الهزات الأرضية في الشرق الأوسط؛ لأنه ما زال يعيش المرحلة الانتقالية التي قد تستمر فترة طويلة من الزمن، وتبقى المنطقة في حالة من عدم الاستقرار وغياب اليقين، خاصة مع تطورات المدى القريب وتبعاته المستقبلية.

الفرضية الإسرائيلية الثالثة أن الشرق الأوسط سيعود لسيرته الأولى قبل اندلاع ثورات 2011، فتونس التي أطلقت الثورات لم تشهد تغييرا جوهريا في طبيعة النظام السياسي القائم، وشعارات المتظاهرين حول حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية لم تترجم إلى واقع على الأرض.

هذه التباينات الإسرائيلية بشأن التوجهات المستقبلية في الذكرى الثامنة للثورات العربية، تحدد معالم السياسة القادمة مع دخول عامها التاسع، بعدم التسرع بتوقيع الاتفاقيات بعيدة المدى مع دول المنطقة، وتفعيل التحالفات والشراكات الإقليمية والتعاون الأمني، واستغلال أي فرص تلوح في الأفق، والتصدي لأي مخاطر تنشب فجأة، وتفعيل القوة العسكرية إزاء أي تهديدات، وإيجاد تسويات محلية قابلة للتحقيق وقصيرة المدى مع الخصوم والأعداء.