فلسطين أون لاين

رغبة إسرائيلية متزايدة لإشراك الإقليم في غزة 1-2

مع استمرار الأزمة الإنسانية الطاحنة في قطاع غزة، ومخاوف الفلسطينيين والإسرائيليين من الدخول في مواجهة عسكرية ضارية، تزداد الدعوات والمبادرات المطالبة بإيجاد تدخّل عربي وإقليمي للانخراط بحل الوضع القائم في القطاع.

في ذات الوقت، خرجت دعوات إسرائيلية متلاحقة لإشراك الدول العربية في الصداع الذي تسببه غزة لإسرائيل، سواء من المدخل الإنساني الآني قصير المدى ممثلا بالدور القطري والأممي، أو السياسي بعيد المدى من خلال الدور المصري.

أولى هذه الدعوات خرجت من الخبير العسكري الإسرائيلي المخضرم "أليكس فيشمان" حين قال صراحة إن الأوضاع السائدة في غزة تتطلب أن يأخذ العالم العربي "أبناء عمومتهم" أهل غزة إلى أيديهم.

فيما أطلق ضابط المخابرات السابق إيدي كوهين الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بمركز بيغن-السادات للأبحاث الإستراتيجية، مبادرة لإعلان قطاع غزة منطقة مغلقة دولياً، وإيقاف العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين إسرائيل والقطاع؛ بهدف نقل المسئولية إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

وقبل هاتين الدعوتين الإسرائيليتين نقل يانيف كوفوفيتش الكاتب الإسرائيلي بصحيفة هآرتس أنّ قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار طرح على هيئات دولية التقاها أوائل فبراير، ثلاثة سيناريوهات بشأن مستقبل غزة؛ من بينها نقل سيطرة غزة إلى الأمم المتحدة ومصر، أو إرسال قوات دولية إلى غزة.

تشير هذه الدعوات الإسرائيلية بصراحة واضحة إلى أن تل أبيب تريد لمشكلة قطاع غزة أن تختفي من العالم، سواء ببناء المزيد من الجدران الفاصلة حوله، أسوار برية شرقاً، وجدران بحرية غرباً، كما تمنى إسحاق رابين قبل ما يزيد عن ربع قرن بأن يستيقظ ذات يوم ليجد أن غزة قد ابتلعها البحر.

تريد إسرائيل بهذه الأفكار والدعوات، التي تعتبرها من خارج الصندوق، أن تجعل من غزة مشكلة مصرية أوروبية دولية، وهو تعبير عن سياستها القديمة منذ سنوات طويلة بأن تفصل القطاع عن الضفة الغربية، فدوافعها واضحة في ذلك، وهي جزء من إستراتيجية بعيدة المدى لتفكيك الشعب الفلسطيني إلى كيانات منفصلة؛ بحيث يكون من السهل السيطرة عليه بصورة مجزأة، بدل أن يكونوا كياناً واحداً.

تعبر الدعوات الإسرائيلية عن شعور بالحنق تجاه غزة، بل إنها تبدو بنظر الإسرائيليين مثل عظمة في الحلق؛ لأنه رغم استمرار الحكومة الإسرائيلية في الحديث منذ سنوات طويلة عن الحلول الخاصة بالقضاء على حماس، واستئصالها، فإن الهدف لم يتحقق، وهكذا يبقى قطاع غزة مثل وجع الرأس الخاص بإسرائيل فقط.

كما أن هذا الساحل الساحلي ذو الأربعين كيلومتراً، ويعيش فيه مليونا فلسطيني، أثبت للإسرائيليين خطأ سياستهم تجاهه، سواء حين سعى رئيس الوزراء الأسبق بيغن لأن يقدمه للمصريين خلال كامب ديفيد 1978، لكن الرئيس السادات رفض طلبه، أو حين انسحب شارون منه في 2005 دون اتفاق مع الفلسطينيين.