لا يتوانى الاحتلال الإسرائيلي عن استخدام كل الأساليب والحيل التي من شأنها أن تمكّنه من إحكام قبضته على القدس المحتلة وأهلها المقدسيين، وتهويدها وصبغها بالصبغة اليهودية المصطنعة، وفق مختصَّين.
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فقد شرعت سلطات الاحتلال في حملة لتقصير مدة الانتظار للحصول على ما تسمى "المواطنة الإسرائيلية" لمن يطلب ذلك من المقدسيين، في محاولة لتسهيل وتسريع وتيرة تهويد مدينة القدس، و"أسرلتها" وفصلها عن الضفة الغربية المحتلة.
وأضافت الصحيفة الثلاثاء الماضي، أن سلطة السكان التابعة للاحتلال تخطط لتفعيل موقع على الإنترنت لاستيعاب طلبات الحصول على "المواطنة الإسرائيلية"، في ظل تقديرات تشير إلى أن تقليص مدة الانتظار بشكل ملموس من ستة أعوام إلى عام واحد فقط، سيؤدي إلى ارتفاع حاد في عدد الفلسطينيين المقدسيين الذين يطلبونها.
وقال المحامي المقدسي خالد زبارقة، لصحيفة "فلسطين": إن قرار الاحتلال تقصير مدة الحصول على "المواطنة الإسرائيلية" محاولة لإعطاء نفسه شرعية الاستيلاء على القدس المحتلة، موضحًا أن نجاح تطبيق القرار حسب وجهة نظر الاحتلال من شأنه تحويل القدس من مدينة محتلة إلى إسرائيلية.
كما من شأن القرار تحويل الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الاحتلال إلى "إسرائيليين"، ما سيساعد سلطات الاحتلال في حملتها الدولية لإقناع العالم بالاعتراف بسيادتها على القدس المحتلة، وفق زبارقة الذي أكد أن القرار يحمل في طياته أبعادًا ومخاطر عديدة على المدينة التي تحمل تراثًا وحضارة فلسطينيين وتحتوي على مقدسات إسلامية ومسيحية.
ولفت إلى أن القرار سيحول المقدسيين من سكان فلسطينيين يقعون تحت الاحتلال لسكان يقبلون بالاحتلال، وبالرواية الإسرائيلية الاحتلالية بالقدس، وسيزيد من التغول الإسرائيلي عليها، وسيعطيه شرعية أمام العالم للسيادة على القدس.
وأكد أن القرار الإسرائيلي سيواجه بالرفض الشعبي والرسمي والدولي، مشددًا على أن كل القرارات الدولية تؤكد أن مدينة القدس مدينة محتلة، ولا يوجد قرار بالاعتراف بسيادة الاحتلال عليها.
قرار عنصري
ووصف رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات، القرار الإسرائيلي بـ"العنصري"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول صبغ المدينة المقدسة بالطابع اليهودي.
وأكد بكيرات لـ"فلسطين" أن سلطات الاحتلال تشن حربًا ديموغرافية في محيط المسجد الأقصى المبارك وتسعى جاهدة لطرد المقدسيين من المدينة.
وقال: "إن الاحتلال يحاول خلق ما تسمى العاصمة اليهودية لمستوطنيه في مدينة القدس المحتلة"، محذرًا من خطورة القرارات والقوانين الإسرائيلية الموجهة للمقدسيين. وأوضح أن الهدف منها تفريغ المدينة المقدسية من سكانها الأصليين.
وحث المقدسيين وكل أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والخارج للتصدي للاحتلال وإفشال قراراته العنصرية الهادفة لإخلاء المدينة المقدسية من سكانها الأصليين، مشددًا على أن المقدسيين سيتوجهون لكل المحافل الدولية لرفع قضايا على سلطات الاحتلال ضد قوانينها العنصرية وقراراتها الجائرة، وكشف جرائمها بحق المقدسيين ومدينتهم.
وكان الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك، قد أصدر في وقت سابق، فتوى شرعية بتحريم الحصول على "المواطَنة الإسرائيلية".