فلسطين أون لاين

​كن متوازنًا.. التوازن ليس إشباعًا

الاتزان كلمة تحمل بين طياتها التوزان لا غلو وتطرف ولا هوان ولا تفريط فهي نقطة على مستقيم عندها تُشبع لحاجات مادية أو رضا بما يمكن تحقيقه، فالتوازن ليس إشباعا بل قناعة بما يمكن تحقيقه حقيقة مع بذل كل الجهد واستنفاد كل المحاولات.

التوزان نقطة أيضًا بين الحلم والواقع، ولا يعني هنا مطلقًا القبول بالقليل لنصل للتوازن، فقد يكون تحقيق الحلم كاملًا غير منقوص هو التوزان ذاته، والمقصود هنا التوزان في قبول المخرجات والنتائج، التوزان ليس الوسطية ولا نقطة نتنازل عندها عن جزء من طموحاتنا لتسيير المركب فالتوازن ليس تنازلًا في منتصف الطريق بل التوزان إشباع مبني على رضا نفس وقبول عقل، فالتوزان العقلي بين الحلم والحقيقة والواقع، فلا تسافر بعيدا بحلمك، ولا تدفن أحلامك بين ظلمات الواقع وآلامه. فالتوزان عجلة دائرية مفرغة مقسمة إلى قطاعات عديدة: عاطفي عقلي مادي جسدي روحي اجتماعي، مقسمة تلك القطاعات بالتساوي، وتملأ من تجارب الحياة وتفاصيلها.

فالتوزان في الحياة مطلب أساس لتجاوز العقبات والآلام والتحديات، والموازنة بين تلكم الحاجات والقطاعات مع منح مساحات زيادة لأحدها عند الضرورة مع ضرورة الرجوع إلى القطاعات والمحافظة على مساحاتها كما كانت مصلحة وضرورة لأن تستقيم الحياة.

وكأن التوازن هو احترام لقيادة العقل والتفكير لا فرض هيمنة ومنع على باقي الحاجات العاطفية والجسدية والاجتماعية بل تنظيم وإدارة ينطلقان من منطق المصلحة الواعية.

فابحث عن التوازن في الحياة ونمِّ عقلك وامنحه فرصة الاطلاع والتعرف والتنوير المعرفي اللازم لإدارة مواردك وضابطًا لرغبات وشهوات ليفرض حالة من التوزان بين الممكن والمأمول في جسد تلبي أساسياته دون إفراط ولا تفريط، ولا تنسَ توازنك الروحي، فالتوازن الروحي سعادة وإبراز جمال روح وسعادة قلب وضمان سلامة عقل وتفكير فأشبع روحك بحب الله ورسوله مقتديا بصحابته الكرام، فالسعادة صلاح قلب وجسد وتوازن في حب وكره، وقديمًا قالوا في الأثر: "أحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون عدوك يومًا ما". التوزان أن تتواصل اجتماعيا مع أهل بيتك وأسرتك، أن تداعب أطفالك وزوجك دون الانتقاص من مراعاة أم وأب أو تضييع لحقوقهما، وبين ذلك وذاك لا تنسَ جسدك وامنحه ساعات راحة واستمتاع برياضة ولو لدقائق يوميًا تضمن لك التقدم والاستمرار في عطائك، فجسدك هو حامل لكل الحاجات العقلية والروحية ومحتضن لها، ولن تستقيم إلا باستقامته.. فارض بما منحك الله تكن متوازنًا في حياتك وآخرتك.