فلسطين أون لاين

​الأسرى يحلّون التنظيمات داخل السجون ويعتزمون التصعيد خلال ساعات

...
رام الله / غزة - خضر عبد العال - أحمد المصري

قرر الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال حلّ التنظيمات، ورفع مستوى المواجهة، في خطوة احتجاجية لمواجهة الإجراءات التنكيلية التي تنفذها إدارة السجون بحقهم خلال الأسبوع الماضي في أعقاب نصبها أجهزة التشويش.

وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان له مساء أمس: إن الأسرى قرروا حلّ التنظيمات داخل سجون الاحتلال، كخطوة احتجاجية لمواجهة الإجراءات التنكيلية التي تنفذها إدارة السجون بحقهم، التي تصاعدت خلال الأسبوع المنصرم، عقب نصبها أجهزة تشويش في عدد من أقسام سجن "النقب الصحراوي"، وتنفيذها عمليات قمع واقتحامات متتالية".

وأوضح نادي الأسير أن قرار حل التنظيم يعني رفع مستوى المواجهة مع إدارة السجون، حيث لا تتحمل التنظيمات أي مسؤولية عن أي مواجهة قد تحدث بين الأسرى كأفراد وإدارة السجون.

وكان أسرى "النقب" أعلنوا أخيرًا العصيان وإغلاق الأقسام، مع استمرار إجراءات إدارة السجون بحقهم.

وقالت الحركة الأسيرة أمس، إن الساعات القادمة ستشهد خطوات تصعيدية داخل السجون كافة.

وأفاد مكتب إعلام الأسرى بأن الأسرى مقدمون على خطوات تصعيدية كبيرة خلال الساعات القادمة.

ونقل المكتب عن الحركة الأسيرة في بيان وصلت صحيفة "فلسطين" نسخة عنه، قولهم: "سنبدأ بمرحلة جديدة من آليات الاحتجاج خلال الساعات القادمة، متمترسين خلف وحدة الحركة الأسيرة، ومتسلحين بأبناء شعبنا".

ويؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، أنّ كل المعطيات داخل السجون، تشير إلى قرب إطلاق الأسرى لشرارة خطوات نضالية ضد إدارة السجون، وسياساتها، مشددًا على أنّ التصعيد تجاه الأسرى الأوسع والأخطر خلال الفترة الأخيرة.

ويقول أبو بكر لصحيفة "فلسطين"، إنّ الأوضاع داخل سجون الاحتلال "أبعد ما تكون عن حالة الهدوء" في ظل استمرار إدارة السجون لتضييقها على حياة الأسرى، كما كان الحال قبل أيام من تركيب أجهزة التشويش الإلكترونية، ليست كما بدا يروج لها فقط بأنها أجهزة تشويش على الأجهزة الخليوية، بل تصل إلى سمع الأسرى، وصحتهم.

ويوضح أنّ إدارة السجون وبقرار سياسي واضح تتبع سياسة التفرد مع كل سجن على حدة، فيما أوصل الأسرى في مقابل ذلك رسائل للإدارة عبر ممثليهم، أنهم موحدون، وأن ما تمارسه الإدارة من شأنه أن يقود للتوتر الذي سوف تتحمل الأخيرة وحدها مسؤوليته ونتائجه، في حال لم تتراجع عن هجمتها بحقهم.

ويرجع أبو بكر التصعيد الإسرائيلي في السجون إلى مجريات المعركة الانتخابية السياسية المزمع إجراؤها في دولة الاحتلال في نيسان/أبريل المقبل، ومحاولة اليمين التي يتزعمه نتنياهو إظهار قوته، وبطشه، وأن هذا الترجيح يدعمه رغبة ادارة السجون بالحفاظ على حالة الاستقرار في الفترات العادية بما تشكل لها خطوات الأسرى النضالية من حالة إرهاق وإشغال كبير.

ويؤكد رئيس مكتب إعلام الأسرى، ناهد الفاخوري، أن استمرار الضغط بكل أنواعه داخل السجون، سيؤدي حتمًا إلى خطوات تصعيدية وصولًا إلى اشتعال مواجهة بين الأسرى وإدارة السجون.

بدأت فعليًا

ويكشف الفاخوري لـ"فلسطين" عن برنامج جرى إعداده من قبل الأسرى لمواجهة إدارة السجون، مشيرا إلى أن خطوة أولى بدأت فعليا ضمن هذا البرنامج في سجن النقب تتمثل في إيقاف "التمثيل الاعتقالي الجزئي" (تقليص أعداد ممثلي الأسرى)، وأن هذه الخطوة ستنتقل إلى السجون الأخرى بما يشكل إرهاقا مؤكدا على إدارة السجون في التعامل مع الأسرى.

ويقول إنّ الأسرى وعبر التصعيد الممارس لإدارة السجون والأجهزة القمعية، "تم وضعهم في الزاوية" ولا يملكون إلا المقاومة بالوسائل المتاحة في أيديهم، مهما كلفهم من ثمن، في سبيل وقف وصد الهجمة ضدهم.

ويشدد الفاخوري على أنّ الأسرى في نهاية المطاف سينتصرون في معركتهم، كما كان مشهودًا ذلك في معاركهم السابقة، منبهًا إلى أنّ إحراق بعض الأسرى لغرفهم قبل أسابيع، ذو دلالات واسعة، ويشير لإمكانية خطو الأسرى خطوات مؤثرة ومربكة لسلطات الاحتلال وإدارة سجونه.

ويضيف: "المؤشرات على الانفجار والثورة داخل السجون كبيرة، وستمتد كما هو معد ومتفق عليه لكل السجون، وسيتم مواجهة التصعيد والهجمة تجاه الأسرى بخطوات مدروسة"، وذلك في حال لم تتوقف الهجمة ضدهم.

ويؤكد الفاخوري أنّ الأسرى يدركون تمامًا كما حال الجهات الملتصقة بقضيتهم في الخارج، أن التصعيد ضدهم، محاولة إسرائيلية للاستفادة منها في صندوق الانتخابات، باعتبارهم الحلقة الأضعف، وتمثل بعض الصور والفيديوهات الملتقطة لهم تحت القمع والضرب والضغط، نجاحا متوقعا في استقطاب الناخب الإسرائيلي.