أثارت استطلاعات الرأي الإسرائيلية التي أبرزت تقدم أحزاب يمينية يتزعمها جنرالات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تساؤلات عدة حول مصير زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، وإمكانية تشكيله الحكومة المقبلة في ولاية خامسة من عدمها.
ويبدو أن نتنياهو - وفق مراقبين – يعيش حالة إرباك حين إعلانه التحالف بين قطبي معسكر المركز الممثل بحزبي "يش عتيد" برئاسة يائير لابيد، وحزب "مناعة لإسرائيل" برئاسة رئيس أركان الجيش السابق بيني غانتس، وحركة "تيلم" برئاسة وزير الجيش السابق موشيه يعلون، وهؤلاء توحدوا تحت راية حزب "أزرق أبيض" (ألوان العلم الإسرائيلي).
وتمنح جميع استطلاعات الرأي هذا التحالف، الذي انضم إليه رئيس أركان الجيش السابق غابي أشكنازي ونائبان سابقان لرئيسي جهاز الأمن العام و(الموساد)، الفرصة لتشكيل الحكومة المقبلة، علما أن هذا التحالف يتخطى حزب (الليكود) الحاكم في عدد المقاعد الذي تمنحه له استطلاعات الرأي وتصل 36 مقعدا.
صراع محتدم
ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، أن الصراع الانتخابي محتدم بين اليمين والوسط واليسار، كون الظروف مختلفة اليوم عن السابق، وظهور حزب الجنرالات الذي ينافس حزب (الليكود) الذي يعاني زعيمه نتنياهو من وضع حساس قد يتعرض للائحة اتهام قريبة.
وقال أبو عواد لصحيفة "فلسطين" إن قوة (الليكود) متمثلة في الصوت اليميني المرتفع داخل الدولة العبرية وما حققه من انجازات اقتصادية ودبلوماسية، فيما يعتمد حزب الجنرالات على فساد نتنياهو والواقع الأمني الفاسد الذي يطرح برامجه لتغييره.
ورجح فوز اليمين ككل بالحصول على 65 مقعدا في الانتخابات، وأن يتولى (الليكود) تشكيل حكومة يقودها نتنياهو، رغم أن استطلاعات الرأي تعطي تفوقا لحزب الجنرالات.
ولفت إلى أن نتنياهو يحاول تجاهل غزة بالدعاية الانتخابية كونه لم يحقق الكثير في سياسته ضدها، في حين باقي الأحزاب تحاول التركيز على غزة كون الحكومة الحالية لم تنجح في الوصول لصيغ معينة للتعامل مع القطاع (لا حسم بحرب ولا تهدئة واضحة)، مبينا أن الوسط واليسار يحاولان إظهار غزة كأحد العوامل التي فشل فيها نتنياهو، والعمل على كسب الأصوات في سبيل معالجة ملف غزة.
صراع اليمين
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، إن دولة الاحتلال كمؤسسات وأحزاب وجمهور تجنح أكثر نحو اليمين والتطرف العنصري، وصلت إلى حد إقرار "قانون القومية"، لذلك تنافس الأحزاب الإسرائيلية بعضها البعض على هذه القاعدة بإنكار الحقوق الفلسطينية بالدولة والأرض.
وأشار أبو غوش لصحيفة "فلسطين" إلى أن "حزب العمل" أصبح يقلد اليمين ويتبنى مواقفه المتطرفة، وحزب الجنرالات العسكريين الجديد حزب يميني مثل الليكود، والخلاف بينهم على الزعماء والأدوار، خاصة أن نتنياهو زعيم حزب (الليكود) بات عنصرا منفرا لدى بعض الأصوات نتيجة قضايا الفساد التي تلاحقه.
وأضاف: لذا يحاول اليمين تقديم شخصيات تشبه نتنياهو سياسيا تختلف عنه في المواقف، وبالتالي سيكون التنافس الانتخابي بين "اليمين واليمين" وفي كل الأحوال ستكون حصة اليمين تقارب نحو 60 مقعدا في الانتخابات القادمة.
ولفت إلى أن هناك ظاهرة غريبة تتعلق بنتنياهو، وتتعلق بإغرائهم أحزابَ اليمين بالمناصب الحكومية من أجل أن يتحدوا مع (الليكود).
وحول أوراق القوة المختلفة بين الجنرالات و(الليكود)، بين أن الجمهور الإسرائيلي اقتنع بأنه في خطر أمني وبحاجة لجنرالات وقادة يحافظون على أمنهم.
وتابع أبو غوش: "أي تفوق من حزب الجنرالات أو الليكود على الآخر سيكون فروقا شخصية بموضوع الزعامة، وستكون محصلة الفوز لليمين، فحزب الجنرالات يستعين بحزب العمل وبقايا حزب ميرتس، والليكود يعتمد على الأحزاب اليمينية المتطرفة".