فلسطين أون لاين

ورشة عمل عسكرية إسرائيلية تحضيرًا لانتصار طال أمده!

بصورة مفاجئة، وعلى غير العادة، افتتح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي عهده بدعوة قادة الجيش لإعداد خطة للانتصار في الحروب القادمة، عبر عقد ورشة عمل الشهر القادم بمشاركة طواقم من هيئة الأركان، وكافة قادة الألوية والفرق، وضباط من رتبة عميد فما فوق، بهدف تقديم خطة سنوية، لتحقيق انتصار واضح للجيش، على كافة الجبهات، في حال اندلاع الحرب.

إلى هنا ينتهي الخبر، أما التحليل فيعني أن الجيش الإسرائيلي بات لديه مشكلة جدية بتحقيق فرضية الانتصار، وما هذه الدعوة لعقد ورشة العمل إلا تأكيد على أن الحروب الأخيرة، لا سيما ضد غزة، لم تحقق فيها إسرائيل الانتصار الذي تبحث عنه اليوم، مع أن ذات الجيش تمكن بصورة أو بأخرى من وضع حد للعمليات المسلحة التي انطلقت من الضفة الغربية من خلال عملية السور الواقي في 2002، فما الذي تغير إذًا؟

بمراجعة سريعة لتاريخ الحروب الإسرائيلية: فلسطينياً وعربياً، فإن آخر جولة عسكرية برية خاضها الجيش الإسرائيلي بصورة كبيرة كانت خلال حرب لبنان الأولى 1982، لكن اليوم يدرك الكل في إسرائيل وجود خشية جدية من تفعيل سلاح المشاة في أي حرب قادمة، مما يدفع إلى التساؤل: هل تحول سلاح المشاة الذي كان عصب الجيش الإسرائيلي طوال خمسة عقود مساعدا لسلاح الطيران، أو أن طرق القتال تغيرت، أم أن الإسرائيليين لا يريدون المخاطرة بحياة جنودهم من خلال الزج بهم في مواجهة المقاتلين الفلسطينيين.

الكثير من الحبر الإسرائيلي سال في الأيام الأخيرة عقب دعوة كوخافي لعقد ورشة العمل المذكورة، وتراوحت معظم الآراء الإسرائيلية في الاعتراف بحقيقة مفادها أن الجيش الإسرائيلي نسي كيف يحقق الانتصارات، والجنرالات الحاليون أخذوا الدولة نحو مزيد من الإخفاقات والعمليات الفاشلة في كل الحروب التي خاضوها، لأنه لم يتحقق في نهايتها الحسم المطلوب، فقط هناك ردود أفعال ليس أكثر.

لم يتوان الإسرائيليون في التأكيد خلال الأيام الماضية أنه منذ حرب لبنان 1982 لم يحقق الجيش انتصارا حاسما في ساحات المعارك، وفي الحالات القليلة تحقق التعادل مع الفلسطينيين واللبنانيين، وبعدها بدأت تظهر عليه حالات الضعف، والاحتماء خلف المستوى السياسي، ومظاهر التراجع، التي أفقدت إسرائيل مع مرور الوقت ما يمكن وصفها بالانجازات الإستراتيجية التي تحصلت منذ حرب 1948.

لقد أكدت حروب غزة الثلاثة بين 2008-2014، حالة عدم الجاهزية واستخلاص الدروس والعبر لدى الجيش الإسرائيلي رغم كثافة النيران التي قتلت وأصابت آلاف الفلسطينيين، لكن بدا واضحاً عند اجتماع لجان التحقيق أن جنرالات الجيش خاضوا تلك الحروب دون أهداف واضحة، ولا تخطيط جدي.