فلسطين أون لاين

​انتصرت للقدس وأفشلت مخططات تهويدية

هبة باب الرحمة.. نصر مستلهم من معركة "البوابات الإلكترونية"

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة/ طلال النبيه:

منذ 16 عامًا وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تحكم سيطرتها الأمنية على مصلى باب الرحمة؛ محاولة تنفيذ مخططاتها الصهيونية، بالتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك؛ إلا أن قيام سلطات الاحتلال بخطوة غير محسوبة تتمثل بوضع أقفال على باب الرحمة، كان كافيًا لإشعال غضب المقدسيين بوجه تلك المخططات.

ومع محاولات الاحتلال الفاشلة والمتكررة بإعادة السيطرة على باب الرحمة ومصلاه الذي فتحه المقدسيون أول من أمس الجمعة والصلاة فيه لأول مرة منذ عام 2003، يؤكد المقدسيون استمرارهم في الدفاع عن المصلى وبوابات المسجد الأقصى.

ويقول الشيخ عكرمة صبري ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وخطيب المسجد الأقصى، إن المقدسيين أحبطوا مخططًا للاحتلال الإسرائيلي في السيطرة على المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى، موضحًا أن المقدسيين واعون لتلك المخططات التهويدية.

وأوضح صبري في حديث لـصحيفة "فلسطين" أن تخطيط الاحتلال للتقسيم الزماني والمكاني وتركيزه في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، يهدف تهويدها لإقامة كنسهم المزعومة فيها.

وأضاف: "أهل القدس يحبطون المخططات التهويدية أولًا بأول، ولن يتمكن المستوطنون وحكومة الاحتلال من النجاح (...) وإذا أراد الاحتلال تصاعد حملته ضد المقدسيين فنحن جاهزون للمواجهة".

ودعا صبري أهالي الداخل المحتل والضفة الغربية للتواجد الدائم في المسجد الأقصى والدفاع عن باحاته وساحاته وبواباته، ومساندة المقدسيين في إفشال مخططات الاحتلال، قائلًا: "المسجد الأقصى مسجدًا إسلاميًا بالكامل، بساحاته وبواباته وأروقته، ولا يجوز لليهود التدخل في شؤونه أو فتح باب أو إغلاقه، ومن حق المسلمين أن يصلوا في أي مكان فيه دون قيد أو شرط".

وعن تأثير فتح المقدسيين مصلى باب الرحمة رغمًا عن إجراءات الاحتلال، قال أستاذ دراسات بيت المقدس، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى، عبد الله معروف: "هذا النصر سيعطي دفعة لأهالي القدس لإفشال مشروع التقسيم اليهودي (...) وهو امتداد لانتصارات سابقة أهمها معركة إزالة البوابات الإلكترونية من أمام الحرم المقدسي في تموز 2017".

وأكد معروف في حديث لـصحيفة "فلسطين" أن فتح مصلى باب الرحمة، سيزيد من ثقة المقدسيين في نضالهم، والدفاع عن المقدسات الإسلامية والالتفاف الفلسطيني حول المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين تحاول إفراغ هذا النصر من مضمونه.

وتوقع الباحث المقدسي، أن يزداد تغول المستوطنين على المسجد الأقصى والمقدسيين في "محاولة لإعادة الأمور إلى ما قبل هبة باب الرحمة، قائلًا: "الجماعات الاستيطانية لا يحكمها عقل ولا منطق، وهي جماعات متطرفة تطبق رؤيتها بأساليب مختلفة".

ورأى معروف أن الكل الفلسطيني يجتمع على نصرة المسجد الأقصى ونصرته في كل الأوقات، خلافًا لما يكون في دولة الاحتلال "فهو خاضع للمزاودات والخلافات الانتخابية فيما بينهم".

نبض القدس

وتعقيبًا على حملة الاعتقالات الإسرائيلية بحق المقدسيين وأصحاب التأثير منهم، قال معروف: "هبة باب الرحمة نجحت رغم اعتقالات الاحتلال الإسرائيلي، وسبب ذلك هو نبض الشارع المقدسي الذي يستوي فيه العجوز مع الطفل والمرأة مع الرجل".

وأضاف: "مطمئنون بأن هجمة ومخططات الاحتلال لن تنجح، لأن المقدسيين أثبتوا أن أحدًا لا يستطيع خداعهم"، مؤكدًا أن فتح باب الرحمة سيؤدي لتطورات ميدانية جديدة لإعادة ما يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي من أماكن مقدسية داخل سور المسجد الأقصى كباب المغاربة و"خلوة مركز الشرطة" التي يسيطر عليها منذ 25 عامًا".

وباب الرحمة أحد بوابات المسجد الأقصى، ويقع في السور الشرقي للمسجد، ويمثل أيضا جزءًا من السور الشرقي للبلدة القديمة، الذي يبلغ ارتفاعه 11.5 مترًا, ويوجد داخله مبنى مرتفع ينزل إليه بدرج طويل من داخل الأقصى.

ويعد الباب من أقدم أبواب المسجد الأقصى, إذ يعود بناؤه إلى الفترة الأموية في عهد عبد الملك بن مروان بدلالة عناصره المعمارية والفنية، ويتكون من بوابتين: الرحمة جنوبا والتوبة شمالا. واسمه يرجع لمقبرة الرحمة الملاصقة له من الخارج.