استنكرت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، أمس، تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، حول صواريخ المقاومة زاعمًا أنها "مؤذية للفلسطينيين أكثر مما تؤذي (إسرائيل)"، وفق تعبيره.
وشددت الجبهتان في تصريحات لـ"فلسطين" على أحقية وشرعية امتلاك المقاومة الفلسطينية لكل الأدوات التي تدافع عبرها عن شعبنا، وتصد فيه تغول الاحتلال الإسرائيلي واعتداءه على الأرض والإنسان.
وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، ماهر مزهر، أنّ خيار المقاومة هو الخيار الأصوب والصحيح باتجاه كنس الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
وقال مزهر إنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة المقاومة والقوة والدم، وأنّ 25 عامًا من المفاوضات العبثية لم تحقق عبرها السلطة إلا مزيدا من الويلات والضياع والهوان، والمزيد من الاستيلاء على الأرض الفلسطينية.
وأضاف أنّ المقاومة حق مكفول للشعب الفلسطيني المحتل، وأن استخدامها للأدوات المتعددة من إطلاق الصواريخ، وإرسال الاستشهاديين، أو الاشتباك المباشر، شكل من الأشكال التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية لمواجهة المحتل.
واستنكر مزهر تصريحات "الرجوب" حول صواريخ المقاومة وشدد على أنها لا تصب في مصلحة المشروع الوطني، ولا مصلحة استمرار الكفاح والنضال، وتحقيق العودة للديار التي شرد الفلسطينيون منها قسرًا.
وأضاف: "لولا هذه الصواريخ والمقاومة المسلحة لكان العدو الصهيوني يتوغل في قطاعنا ليل نهار على مدار الساعة، ولو عدنا لما قبل عام 2006، لرأينا بوضوح كان الاحتلال يجتاح مدننا ويقتل ويصيب ما يشاء".
وأكد أن المقاومة بأدواتها اليوم باتت حصنا يمنع الاحتلال من التقدم شبرا واحدا في قطاع غزة، مضيفا: "لولا صحوة وجاهزية المقاومة دون استثناء وامتلاكها كل الأسلحة لما وصلنا إلا ما وصلنا إليه اليوم".
وشدد على أنّ "طريق المقاومة هو الطريق الأنجع والأقصر لكنس الاحتلال، ومدرسة تمسك بها القادة العظماء أمثال ياسر عرفات، وأحمد ياسين، وجورج حبش، وأبو علي مصطفى، وفتحي الشقاقي، وغيرهم، وأن ما دون هذه الطريق خروج عن دربهم ورؤيتهم".
بدوره أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، عصام أبو دقة، أن المقاومة حق مشروعللشعب الفلسطيني، والذي يحدد أشكال وأدوات اشتباكه مع الاحتلال، والذي يخدم مشروعه الوطني.
وأضاف أبو دقة أن كل الأدوات العسكرية لمجابهة الاحتلال، حق مكفول في كل الأعراف والمواثيق الدولية، من حق المقاومة ممارسته، كما أحقية الشعب في ممارسة المقاومة السلمية.
ودعا إلى عدم الالتفات كثيرا إلى الأصوات التي تشذ عن الاجماع الوطني، والتي تعمل على توسيع فجوة الانقسام، في ظل شعب بكل شرائحه يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، ويمارس الاحتلال حصارا على قطاع غزة وتهويدا للقدس، وسلبا للأرض في الضفة.
ولفت متأسفا إلى أن هذه التصريحات تأتي في ظل حالة الانقسام والتجاذب السياسي، وغياب برنامج استراتيجي وكفاحي، وفي وقت يقبل شعبنا على ذكرى مرور عام على مسيرات العودة، وعزمه على تجديد طاقاته بما يخدم تحقيق أهداف المسيرة التي انطلقت من أجلها.
وأكد أن تصريحات "الرجوب" لا تؤثر على المقاومة وأن ثقة شعبنا فيها كبيرة، مع تمتعها بأداء وحكمة مشهود لها، كما كان الحال في وقت إدارتها وردها على العدوان الإسرائيلي الأخير الذي جرى شرق خان يونس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.